مند صباح أمس السبت وبعد تسرب أخبار شبه رسمية تفيد بمشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حكومة سعد الدين العثماني، انطلقت موجة غضب عارمة في صفوف أتباع حزب العدالة والتنمية.
إيلاف من الرباط: وجّه أنصار الحزب انتقادات حادة إلى قيادته التي تفاوض من أجل الحكومة برئاسة سعد الدين العثماني والمصطفى الرميد وزير العدل والحريات ولحسن الداودي وزير التعليم العالي السابق ومحمد يتيم رئيس لجنة الخارجية في البرلمان، إلى درجة وصف هذه القيادة بـ"قيادة الهزيمة والخنوع"، بل هناك من وصفها بقيادة "الانقلاب على توجهات المجلس الوطني للحزب"، السبت الماضي، والذي رفع معظم أعضائه الفيتو في حق دخول حزب الاتحاد الإشتراكي إلى الحكومة".
ابنة بن كيران ستعتزل السياسة
وصلت موجة الغضب إلى بيت ابن كيران الأمين العام للحزب ورئيس حكومة تصريف الأعمال، حيث أشارت نجلته سمية ابن كيران على موقعها في فايسبوك إلى أنها "ستعتزل السياسة بسبب ما يقع من ذل وهدم لكل ما بناه الحزب"، داعية "بالرحمة على القيادي الراحل وحكيم الحزب عبدلله بها"، بعدما كانت قد وصفت في تدوينة سابقة ما يقع بـ"نقض للعهد وهدم لخط مناهضة الفساد ومحاربة التحكم".
ازدادت حدة الانتقادات لقيادة حزب العدالة والتنمية حدّ اتهامها بطعن الحزب وابن كيران من الخلف، وذلك بسبب تنازلها عن جميع الشروط التي كان يرفعها ابن كيران، وخاصة منها شرط عدم القبول بحزب الاتحاد الاشتراكي داخل الحكومة، الذي جعله ابن كيران آخر تصريحاته الإعلامية، حين قال باللهجة العامية المغربية: "إلا شفتو الاتحاد الاشتراكي في الحكومة أنا ما شي عبدالإله"،
أي: (إذا رأيتم الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، فأنا لست ابن كيران). والتزم ابن كيران بما قاله حتى أعفي عن مهمة تشكيل الحكومة.
لاجتماع طارئ
وبعدما عبّر عدد من قيادة الحزب عن حزنهم من هذه اللحظة، كما هي الحال بالنسبة إلى القيادية والبرلمانية أمينة ماء العينين، وتأكيد البعض على خيانة الحزب للعهد مع ابن كيران، دعا البعض الآخر إلى عقد اجتماع عاجل للمجلس الوطني، ليس لتفسير خلفيات وأسباب ما يقع من تراجعات وغموض أثناء سير مفاوضات تشكيل الحكومة فحسب، ولكن كذلك لما بات يهدد مستقبل الحزب من خطورة وقوع انشقاقات.
وكان لحسن الداودي القيادي الوحيد المشارك في لجينة التفاوض قد أكد في تصريحات لوسائل الإعلام مباشرة بعد إعلان تحالف الأحزاب الستة أمس السبت أن "المغاربة كانوا ينتظرون تحالفًا آخر، لكن هذا هو المتاح، وهذا هو أخف الضررين".