من التصوير الذاتي إلى استعراض العضلات... قواعد جديدة لصالات الرياضة ترسم حدود السلوك المقبول.. كيف تتجنب الإحراج وتتمرن بأناقة؟
إيلاف من دبي: في ركن من أركان الحياة العصرية، تقف صالات الألعاب الرياضية شاهدة على التحولات الاجتماعية التي تتجاوز حدود التمارين البدنية. لم تعد الأجهزة والأوزان وحدها هي العنوان العريض للمكان، بل ظهرت ظواهر جديدة جعلت من الضروري إعادة صياغة قواعد السلوك داخل الجيم، حتى يبقى الفضاء مخصصًا لما أُنشئ من أجله: اللياقة، التركيز، والاحترام المتبادل.
في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، استعرض عدد من أبرز مدربي اللياقة الشخصية أبرز الممارسات التي ينبغي تعديلها أو تفاديها، لتجنب الوقوع في أخطاء قد تُزعج الآخرين، بل وتُحول التمرين إلى تجربة محرجة للبعض.
هل يعد تصوير الذات داخل الجيم سلوكاً مقبولاً؟
أولى القواعد تدور حول التصوير الذاتي، حيث بات مشهد تثبيت الهواتف على الحوامل لالتقاط مقاطع "الإنفلونسرز الرياضيين" (Gymfluencers) مألوفاً، وإن لم يكن مقبولاً لدى كثيرين.
يُحذر نيك فيني، المدرب الذي أشرف على تدريب مشاهير مثل روبي ويليامز وجينيفر لوبيز، من أن التصوير في صالة مكتظة يبعث القلق لدى مرتادين يشعرون أصلاً بعدم الأمان.
ويشدد على أن توثيق الأداء يجب أن يتم في مناطق أقل ازدحامًا، مع الحرص على طلب الإذن من الآخرين إن كانوا قد يظهرون في المشهد، حفاظاً على خصوصيتهم.
هل تقديم النصائح للآخرين تصرف ودود أم خطأ محرج؟
رغم أن النوايا غالباً تكون طيبة، إلا أن تقديم نصائح لمرتادي الجيم حول أدائهم قد يُفسر كتطفل أو استعلاء، خصوصاً إذا جاء من شخص لا يعرفهم.
شونا فيرتيو، مدربة اللياقة واليوغا، تؤكد أن التدخل مسموح فقط إذا كان الشخص معرضًا لخطر فوري. كما تحذر من ظاهرة "تفسير التمرين للنساء" (mansplaining) التي تؤدي إلى مضايقة غير مقبولة.
النصيحة الذهبية هنا: إذا لم يُطلب منك رأي، فالأفضل أن تواصل تمرينك بصمت.
كيف نتعامل مع الأجهزة والأوزان بطريقة محترمة؟
بينما قد تبدو الأجهزة في الجيم متاحة للجميع، إلا أن القاعدة الأخلاقية تقتضي بعدم الاقتراب من جهاز أو وزن يستخدمه شخص آخر دون إذنه الصريح.
طلب المساعدة في رفع الأوزان الثقيلة (Spotting) مسموح، بشرط أن يكون الشخص المطلوب مساعدته مؤهلاً لتحمل الوزن بأمان.
هل الهاتف المحمول مكانه في الجيم؟
في عالم تتصاعد فيه الضوضاء، لا مكان للمكالمات الهاتفية داخل صالة التمرين.
يشدد المدربون على أن الصالة مساحة للتركيز وتحسين الذات، لا لسماع تفاصيل الأعمال التجارية أو الأحاديث الجانبية.
مراسلة سريعة أو تعديل الموسيقى خلال الاستراحة قد يكون مقبولًا، بشرط أن يتم بهدوء ومن دون إزعاج الآخرين.
هل التأخر عن صف التمرين أو مغادرته مبكرًا تصرف يمكن قبوله؟
الالتحاق المتأخر بالصفوف الجماعية أو مغادرتها قبل انتهائها يُعد تصرفاً غير لائق، وقد يشكل خطراً على الشخص نفسه.
يشير الخبراء إلى أهمية الحضور في الوقت المحدد، والمشاركة الكاملة لضمان استفادة الجميع وسير الجلسة بانسيابية.
ما حدود اللباس اللائق داخل الجيم؟
رغم أن بعض بيئات التدريب تحتمل مرونة أكثر، إلا أن صالات الألعاب العامة تتطلب الالتزام بالحدود الأساسية للملبس.
التدريب دون قميص يُعد تجاوزاً للآداب العامة، ليس فقط حرصًا على النظافة، بل أيضاً احترامًا لمشاعر الآخرين. أما رفع الأثقال دون حذاء فهو مقبول شريطة الالتزام بالجوارب.
هل يُسمح بإحداث الضوضاء أثناء التمارين؟
الصوت الطبيعي الناتج عن الجهد أثناء رفع الأوزان الثقيلة مفهوم ومقبول، إلا أن الصراخ أو إسقاط الأوزان بقوة لا مكان له في الصالات التقليدية.
أما في أماكن التدريب الخاصة مثل "كروس فيت" (CrossFit)، فالأمر يختلف بناءً على تجهيزات المكان وثقافة التدريب فيه.
لماذا يجب تنظيف الأجهزة بعد الاستخدام؟
بينما قد يبدو أن مقعد الجهاز لا يحمل آثار العرق، فإن مسحه بعد الاستخدام يُعد من أساسيات إتيكيت الجيم.
هو فعل صغير في ظاهره، لكنه يُجسد قمة الاحترام للمكان وللآخرين، ويُعزز بيئة تدريب نظيفة ومريحة للجميع.
في نهاية المطاف، تبرز هذه الإرشادات ليس كقائمة جافة من التعليمات، بل كدعوة لصنع تجربة رياضية أفضل للجميع؛ بيئة يلتقي فيها الطموح الشخصي مع الاحترام الجماعي في تناغم لا يُكسر.
* أعدت إيلاف التقرير عن صحيفة الغارديان البريطانية: المصدر