: آخر تحديث
غزة تتساءل:

ماذا بعد وقف اطلاق النار؟

3
3
3

هناك مثل شعبي معروف يقول: (كأنك يا أبو زيد ما غزيت) ويقال عندما يقوم أحدهم بمجهود كبير ولا يحقق من ورائه الفائدة المرجوة، فيغدو عمله هباءً منثوراً.

هذا المثل ينطبق على ما ارتكبته حماقة حماس في حق غزة وسكانها، حيث سقط أكثر من 45 ألف فلسطيني بشكل مباشر و125 ألف فلسطيني بشكل غير مباشر، ونزح أكثر من 1.9 مليون نازح ومهجر، وأصبح 85 بالمئة من غزة غير صالح للعيش بسبب تدمير 85 بالمئة من البنية التحتية وتضرر أكثر من 400 ألف مسكن، إضافة إلى تدمير وتعطل 33 مستشفى، وانعدام الأمن الغذائي والصحي، وانعدام المياه النظيفة والوقود والكهرباء. ومع كل هذه التضحيات، لم تحرر حماس شبراً واحداً من أرض غزة أو فلسطين.

وبعد اتفاق وقف النار بين حماس وإسرائيل، فإنَّ من أهم الأمور هو ضمان استمراره من كلا الطرفين وعدم خرقه، وتنفيذ البنود الواردة فيه من قبل إسرائيل وحماس بشكل فعلي، واستكمال بقية مراحل الاتفاق.

تعافي غزة بعد ما حدث فيها على مدار عام وثلاثة أشهر يحتاج إلى مدة طويلة قدرت بنحو 25 عاماً أو أكثر. وهو أمر معقد وبحاجة لجهود فلسطينية وعربية ودولية جبارة. ووضع خارطة طريق لإدارة وإعادة إعمار القطاع أمر بالغ الأهمية والحساسية.

هناك العديد من العقبات الأمنية والسياسية والاقتصادية والإدارية التي تقف في وجه التوصل إلى تسوية نهائية في غزة لبدء العمل المدني الميداني. ويشكل التهديد الإسرائيلي وسيطرة وسلاح حماس داخل القطاع أحد أكبر العقبات أمام إدارة وإعادة الإعمار وعودة المهجرين.

عودة الأمن والأمان إلى غزة من أهم الركائز لبنائها، وهذا يعزز ضمان عدم عودة العدوان الإسرائيلي. وهو مرتبط بعدم قيام إسرائيل وحماس بمهاجمة الآخر والجدية التامة في تنفيذ الاتفاق.

إقرأ أيضاً: اليمن ودماء المدنيين الرخيصة

إدارة وإعادة إعمار قطاع غزة المدمر مسؤولية كبيرة وحساسة، وتحتاج إلى إخلاص وتفانٍ خاص من قبل الأجهزة واللجان الداخلية، والسلطة الفلسطينية، والدول الداعمة والضامنة والراعية، والمؤسسات الدولية ذات العلاقة.

يبقى التساؤل: هل ستسمح حماس للسلطة الفلسطينية بالعمل في غزة بشكل كامل؟ لا يزال ذلك غير واضح في اتفاق الدوحة. وهل يكفي اتفاق السلطة وحماس في القاهرة لعودة سيطرة السلطة على غزة؟ وهل سيتبعه تسليم حماس أسلحتها والعودة للعمل السياسي؟

وركز الاتفاق على غزة، لكن ما هو نصيب الضفة الغربية من هذا الاتفاق؟ لا شك أن إصلاح البيت الفلسطيني كاملاً لا يقل أهمية عن إدارة وإعادة إعمار غزة وتضميد جراح سكانها. فالضفة الغربية كذلك بحاجة إلى تصفير أي خلاف فلسطيني - فلسطيني بها، وتجنب منح إسرائيل أي ذريعة لاستهدافها. كما أن بعض مدن الضفة ومخيماتها بحاجة إلى إعادة إعمار بعد الخروقات الإسرائيلية المتكررة فيها.

إقرأ أيضاً: قطار الرياض والتشغيل الكامل

وقف إطلاق النار في غزة أعطى الأمل للوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية. قطاع غزة جزء لا يتجزأ من هذه القضية، وفلسطين جسد وكيان واحد وقضية واحدة. إيجاد حل للقضية الفلسطينية أصبح أمراً ملحاً وهاماً أكثر مما مضى، والسلام هو السبيل الوحيد لتحقيقه وفق ما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني للعيش بسلام وكرامة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف