: آخر تحديث

الجيم المصرية.. ومندوب العراق

5
5
5

محمد ناصر الأسمري

الجيم غير المعطشة أو الجيم المصرية صوت غير موجود في اللغة العربية الفصحى، وهي جيم حنكية قصية. لكنها توجد في لهجات عربية كثيرة وفي لغات غير عربية. وهو نطق حرف الجيم في المصرية واللغات السامية (العبرية مثلا).

لأنّ الجيم غير المعطشة ليس لها مقابل في اللغة العربية الفصحى، يختلف رسمها بأحرف عربية، فتكتب على أربعة أوجه رئيسية حسب البلد:

ج جيماً: في عمان واليمن ومصر وهي الأكثر شهرة - وتسمى (جيم) بنطق الجيم غير معطشة.

غ غيناً في بلاد الشام وغيرها.

ق قافاً في ليبيا والسعودية والخليج والسودان وغيره - وتسمى (قاف) بنطق القاف جيما غير معطشة.

ك كافاً (العراق وغيرها) - وتسمى (كاف) بنطق الكاف غير معطشة - أو بالكاف المعقودة (كَ).

(مثلا الاسم الإيطالي «Gramsci» قد يُعرّب غرامشي أو جرامشي أو قرامشي أو كرامشي.)

من أجل هذا السياق، أسرد قصة من باب الفكاهة حدثت في مؤتمر للنقل والمواصلات عقد في مدينة الطائف قبل أكثر من ثلاثة عقود. وكانت الرئاسة للمرحوم الأستاذ حسين المنصوري وزير المواصلات -رحمه الله- وسعدت أن كنت المشرف المسئول عن ترتيبات إعلامية ضمن وفد المملكة الذي كان برئاسة كل من الدكتور محي الدين درويش كيال، والدكتور ناصر محمد السلوم رحمه الله، كنت أجلس خلف الوزير المنصور ويكلفني بنقل ملاحظات وتوجيهات للأعضاء المشاركين وفق مقتضيات بروتوكولات المؤتمرات.

كان من المشاركين وزراء النقل والمواصلات، أو ممثلين بمستويات أقل من الوزراء، ومن طبيعة المناقشات أن يدلي المشاركون بتعقيبات أو استدراكات بالموافقة أو التأييد، كان وفد العراق بمستوى أقل من الوزير، وكذا مصر العربية واختلاف النطق للجيم بين البلدين أوجد تبايناً كان مدار عتب، بل وتهديد من الوفد العراقي بالانسحاب من المؤتمر.

كان مندوب مصر يثني على ما يقوله مندوب العراق واسمه عبد الجواد ويقول المندوب المصري، سيادة رئيس المؤتمر أنا أثني على رأي الأستاذ (عبد القواد)، ينزعج المندوب العراقي ويرد يا ابه رجاء هاي مو زينة عبد القواد، وانفعل المندوب العراقي وقال سيادة الرئيس أنا دا انسحب إذا تكرر اسمي عبد القواد.

ضجت قاعات المؤتمر بالضحك!

طلب مني رئيس المؤتمر الذهاب لرئيس الوفد المصري وإبلاغه ألا يثني مرة أخرى على الوفد العراقي، وتقبل الرجل وخجل، ونقلت لوفد العراق الاعتذار من رئاسة المؤتمر، وتم كل شيء بحمد الله..

ومشكلة الجيم هذه ربما هي معضلة في معانيها في النطق، فلا يقبل مني زميلي الصديق عايض الردادي أن قلت كيف أنت يا ابن قمال بدل ابن جمال وقد يغض الشاعر العربي لو قلت:

وقد يقمع الله الشتيتين بعد الظن ألا تلاقيا

وبعد هل الجامعة العربية جامعة أم قامعة؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد