: آخر تحديث

مجد التأسيس وازدهار الحاضر والمستقبل

4
4
3

عبدالرحمن الحبيب

إذا كنا نفخر ونعتز لعمق تاريخنا المجيد لتأسيس هذه الدولة العظيمة منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون وما ثبتته من أمن واستقرار وقوة بعد قرون من الضعف والتشتت والفرقة، ومواجهتها لكافة التحديات وتجاوزها للعقبات، فإننا أيضاً نعتز بالإنجازات الاستثنائية لقيادة المملكة في حاضرنا على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لتصبح دولة مزدهرة وملهمة لكافة دول العالم.

الإنجازات المتتالية التي أنجزتها المملكة العربية السعودية على مر هذه القرون يصعب حصرها في مقال، فكيف ونحن نشهد الآن قفزات تطويرية متواصلة تحققها رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع بإدارة القائد الفذّ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما يشهد له الجميع في كافة مجالات الحياة وما تتميز به من أمن وأمان مع اقتصاد مزدهر وتحسين جودة الحياة مع إصلاحات اجتماعية ومبادرات بيئية محلية وعالمية، وتميز في العلاقات الدولية، وتقدم في المراتب الأولى على مستوى العالم في كافة المجالات..

أصبح الجميع يشهد بهذه الإنجازات حتى صارت الرياض محطة عالمية لقادة دول العالم لحل أزماته، ولو أخذنا على سبيل المثال ما يحصل هذه الأيام في الرياض حيث يلتقي كبار مسؤولي أقوى دولتين في العالم (أمريكا وروسيا) لترتيب لقاء قادة البلدين للتفاوض تحت مظلة المملكة صانعة السلام وقت الأزمات وبإشراف بارع من سمو ولي العهد، الذي قال عن سموه قادة هذين البلدين عظيم الثناء وقدما له جزيل الشكر..

أيضاً، ما قاله رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون، «إن السعودية محظوظة بقائد شجاع مثل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء السعودي»، مشيراً إلى أن ولي العهد استطاع تحقيق انتصارات سياسية عدة، بل أنه قال بصراحة أن: «الأمير محمد بن سلمان نجح سياسياً أكثر مني»، وتحدث عما تتمتع به السعودية من قيادة حازمة ورؤية واضحة تجاه كيفية تطوير البلد، وأن ما يحدث فيها أشياء كثيرة لا تصدق، وذكر أن علينا أن نتعلم منها فالسعودية تسير في الطريق الصحيح بعدم اعتمادها على النفط، مشيراً في المقابل إلى أن السعودية ستكون الوجهة الأولى للسياحة في العالم بإمكانياتها الفائقة، ثم وجه جونسون رسالة للشعب السعودي قائلاً: «رسالتي إلى الشعب السعودي.. يجب أن تكونوا فخورين بما تقدمه المملكة العربية السعودية»، جاء ذلك في إطار جلسات منتدى الإعلام السعودي الذي عقدت فعالياته في الرياض.

في مقياس قوة الدول، احتلّت المملكةُ العربية السعودية المرتبةَ الأولى عربيًّا وإسلاميًّا، والتاسعة عالميًّا كأقوى دولة في العالم؛ وذلك وفقًا لتصنيف أقوى الدول لعام 2024، حسب تقرير مجلة فوربس الذي يقدم تحليلاً مفصلاً للمؤشرات التي تترتب عليها الدول في مراكز القوى على الساحة العالمية، بما في ذلك جوانب متعدّدة مثل قوة قادة الدولة، والتأثير السياسي، والموارد الاقتصادية، والقوة العسكرية، والتحالفات الدولية.

وفي المجال الرقمي واللوجستي على سبيل المثال، نجد أن المملكة العربية السعودية تحظى بمراكز متقدمة، وفي بعضها تنال المركز الأول عالمياً؛ ففي بيانات مؤشر نضج الحكومة الرقمية لعام 2022 الصادرة عن مجموعة البنك الدولي، احتلت المملكة المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة الثالثة عالمياً، كما أظهرت النتائج تفوقًا سعوديًا في جميع المؤشرات الفرعية، حيث صنفت ضمن مجموعة الدول «المتقدمة جداً»، والتي تضم الدول ذات الأداء المرتفع جدًا في مجال الحكومة الإلكترونية.

وفي مؤشر أجيليتي اللوجستي للأسواق الناشئة (2023)، نالت المملكة المركز السادس عالمياً، وهذا المؤشر يعكس قوة أساسيات ممارسة الأعمال والجاهزية الرقمية في المملكة، وتحسن بيئة الأعمال تضع السعودية كمركز استثماري ولوجستي قوي يربط بين ثلاث قارات، ويحقق التنوع الاقتصادي الذي يشكل أهم ركائز رؤية 2030، حيث تنامت الإيرادات غير النفطية بشكل مطرد، مثل الاستثمار الرأسمالي والتكنولوجي، والسياحة والترفيه وتطوير معالم الجذب مثل نيوم ومشروع البحر الأحمر، التي تجذب ملايين الزوار من مختلف بلدان العالم..

الآن تحقق المملكة أغلب مستهدفات رؤية 2030، وقد تجاوزت بعضها، بل وتضع مستهدفات جديدة بطموح أكبر، سائرة بخطى واضحة نحو مزيد من الازدهار لتصبح المملكة من بين أقوى اقتصادات العالم، فوفقًا لما أعلنته التقارير الصادرة من قبل منتدى الاقتصاد العالمي WEF لعام 2024 سجّلت المملكة قفزات نوعية على المستوى العالمي محققة مراتب متقدمة في مؤشرات ترتيبات العمل المرن، وسهولة العثور على موظفين ماهرين في سوق العمل، ومساواة الأجور للعمل المماثل بين الجنسين.

الرؤية الواضحة الطموحة ثم التخطيط العملي الذي ينتهي بالتنفيذ، أحدثت مفاجآت تطبيقية على أرض الواقع حولت الأحلام إلى إنجازات حقيقية مستفيدة من مصادر القوة في المملكة غير النفطية، وأهمها ثلاثة مصادر كما سبق أن ذكر قائد هذه الإنجازات الهائلة الأمير محمد بن سلمان، وهي: الأهمية العظمى للحرمين الشريفين، والموقع الجغرافي الإستراتيجي للمملكة، وقوتها الاستثمارية. ومع كل هذه القوة التنفيذية لرؤية المملكة 2030 فإن لها قوة رمزية وروحية لتحقيق الطموحات وتجاوز التحديات..


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد