السؤال الذي (قد) يغيب عن البعض هو:
هل مات حسن فعلاً؟ أم تم إخراجه من المشهد خدمةً لإسرائيل وإعطاؤها نصراً مزيفاً؟
ليس صعباً أن يتم تغيير ملامح حسن نصرالله وأن يعطى هوية جديدة وجنسية جديدة. والحديث عن تفجير المبنى وقتل نصرالله هو الرواية الوحيدة لإنهاء القصة. التشييع حصل والجثث كثيرة، والتزييف وارد. ولكن لماذا نفترض هذا؟
سكوت إيران حتى يتم ضرب حزب الله وضرب أهم رموزه القيادية وضرب هيبة إيران الحامية للحزب لا يخرج عن حالتين: إما ضعف من إيران، وهذا بعيد، أو هناك صفقة وهناك ثمن، فتستفيد إسرائيل في الداخل وتستفيد إيران في الخارج، وهذا الأقرب. ويمكن لإيران وإسرائيل أن تختلقا الحرب بينهما مثلاً لإعادة تقاسم النفوذ، لأن المواجهة تسمح لهما بتحريك الجيوش وضم الأراضي وفرض مناطق آمنة. طبعاً، الحوار بينهما على الأرض العربية، والضحايا أكثرهم من العرب حاملين لواء المقاومة.
ليس صعباً أن يجد حزب الله أميناً عاماً جديداً، وقد تم ذلك فعلاً، والذي يدير عمل الحزب هو قيادات الحرس الثوري الإيراني. وإيران خسرت المليارات لتجهيز ميليشياتها في العراق ولبنان، وخسارتها بدم بارد لا تتوازى مع الخطاب السياسي الإيراني ولا تتناسب مع الخطط الإيرانية لتوسيع نفوذها. ومن المنطقي أن ننظر إلى هذا الحدث كجزء من مسرحية طويلة، يتعانق فيها الأعداء بين من يبكي ومن يضحك لفرض واقع سياسي جديد.