إيلاف من الرباط: كشفت تائج دراسة نشرتها الرابطة الإفريقية لشركات الطيران (AFRAA) ، الخميس، عن تمكن المغرب من ترسيخ مكانته كأحد أكثر الدول الإفريقية تنافسية في مجال النقل الجوي، بفضل سياسة ضريبية معتدلة ساهمت في خفض تكلفة السفر وتعزيز جاذبية أجوائه أمام شركات الطيران والمسافرين على حد سواء.
وأوضحت الدراسة، التي اعتمدت على بيانات رسمية، أن الرسوم المفروضة على الرحلات الجوية الدولية في المغرب لا تتجاوز 25,27 دولارًا، وهو المعدل الأدنى على مستوى القارة الإفريقية.
هذا التوجه الاستراتيجي لا يعكس فقط إرادة المغرب في تحسين الربط الجوي مع محيطه الأوروبي والإفريقي والشرق أوسطي، بل يأتي ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى جعل المغرب محوراً إقليمياً للنقل الجوي، مستفيدا من موقعه الجغرافي وخبرته المتراكمة في البنية التحتية والخدمات الجوية، بما في ذلك تحديث المطارات وتبسيط الإجراءات وتسهيل ولوج السوق أمام الناقلين الجويين منخفضي التكلفة.
شراكة إفريقية تؤكد الريادة
وتُوّج هذا التميز أخيرا بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والخطوط الجوية الملكية المغربية، التي أصبحت بموجبها الناقل الرسمي والراعي الحصري لجميع الفعاليات الرياضية التي يُنظمها الاتحاد القاري. هذا الاتفاق يعكس ليس فقط الثقة في مهنية الشركة الوطنية، بل يؤكد أيضًا نجاح السياسات الجوية المغربية في إقناع الفاعلين القاريين والدوليين بجودة العرض الوطني.
وفي الوقت الذي يعتمد فيه المغرب على ضرائب معقولة لدعم حركة النقل وترويج الوجهة السياحية الوطنية، كشفت نتائج الدراسة عن واقع مقلق تعيشه القارة، يتمثل في العبء الضريبي المفرط المفروض على تذاكر الطيران، والذي يمثل أحد أبرز العوائق أمام نمو هذا القطاع الحيوي. وأوصى التقرير بضرورة "إعادة النظر في منظومة الضرائب والرسوم الجوية لتحفيز الطلب وجعل النقل الجوي أكثر ولوجًا واندماجًا".
وأبرزت الرابطة الأفريقية أن متوسط عدد الضرائب المفروضة على كل تذكرة في إفريقيا يبلغ ضعف الضرائب المعتمدة في أوروبا، كما أن المسافر الإفريقي يُضطر لدفع ما معدله 68 دولارًا من الرسوم على الرحلات الإقليمية، مقابل 32 دولارًا فقط في أوروبا و34 في الشرق الأوسط، رغم أن هذه المناطق تشهد حركة نقل أكثر كثافة.
ضريبة على الحلم الإفريقي
هذا التفاوت الصارخ يعكس غياب التنسيق الجبائي بين الدول الإفريقية، وسعي العديد منها إلى استغلال الطيران كأداة جباية بدل اعتباره محركاً للتنمية وتكامل الأسواق. فبينما تبلغ الرسوم في بعض الدول، مثل بنين (163,3 دولارًا) والسنغال (116,5 دولارًا)، أضعاف ما هو معمول به في المغرب، تتقلص فرص السفر وتُشل حركة الربط الجوي داخل القارة.
ويأتي تحذير الرابطة الإفريقية في وقت تعاني فيه فئات واسعة من الأفارقة من ضعف القدرة الشرائية، ما يجعل من تخفيض الرسوم الجوية خيارًا استراتيجياً لتحسين الولوج إلى الطيران، وربط المناطق، وتحقيق النمو الاقتصادي القاري.
ودعت المنظمة الافريقية إلى تبني معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، القائمة على الشفافية، وعدم التمييز، والتناسب، ومشاورة الأطراف المعنية قبل فرض أية تعديلات في الرسوم.