إيلاف من سان فرانسيسكو: في قلب الخلافات السياسية والتجارية، أثار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ضجة جديدة حين دعا إلى استقالة المدير التنفيذي لشركة Intel، ليب-بو تان، عبر منشور على منصته الخاصة يوم 7 أغسطس 2025. وصف ترامب تان بأنه في صراع مصالح واضح بسبب استثماراته السابقة في شركات صينية، داعياً إلى استقالته الفورية كـ”الحل الوحيد للمشكلة”.
سرعان ما تفاعل السوق مع هذا التصريح، فانهارت أسهم Intel بنسبة ثلاثة بالمئة تقريبًا، في إشارة واضحة على مدى تأثر المستثمرين بهذا الضغط السياسي.
القصة تعود إلى تقرير نشرته وكالة أنباء في أبريل الماضي، كشف أن تان، بصفته مؤسسًا لصناديق استثمارية، ضخ أكثر من 200 مليون دولار في شركات صينية متخصصة بتقنيات متقدمة وشرائح، وبعضها مرتبط بالجيش الصيني. ذلك أثار تساؤلات واسعة عن مدى توافق هذا مع مصالح شركة أميركية محورية مثل Intel.
ولا يبدو ترامب وحده مهتمًا بهذا الملف، فقد وجه السيناتور توم كوتون رسالة إلى مجلس إدارة Intel، مطالبًا بتوضيح ما إذا كان تان قد تنحى فعلًا عن كل استثماراته الخارجية. وقد دفع هذا الموقف الشركة إلى التأكيد على التزامها التام بالأمن الوطني، رغم أن رد مجلس الإدارة جاء بصيغة متحفظة، لم يُجرّد تان من منصبه بعد.
لكن الخبير الاستثماري آدم كونز وصف تدخل ترامب بأنه غير لائق، مشيرًا إلى أن الرئيس لا ينبغي أن يؤثر مباشرة في القرارات التشغيلية للشركات، رغم أن لهذا التأثير وزنه السياسي.
وفي المحصلة، تبدو القصة أشبه بمسرح صيفي صاخب، حيث تتقاطع السياسة مع الاقتصاد على خشبة واحدة، لتبتلع أجواء الشركات التي تكافح أصلًا للبقاء في سباق عالمي شرس. أما Intel، التي تحاول استعادة مكانتها، فقد وجدت نفسها تحت أضواء السياسة قبل أن تواجه نيران المنافسة.