: آخر تحديث
للحد من المخاطر العابرة للحدود كالتنمر والاستهداف الجنسي

مشروع سعودي لحماية الأطفال من التعرض للأذى في الفضاء الرقمي

8
14
12

الرياض: أطلقت السعودية إطاراً وطنياً لتعزيز سلامة الأطفال على الإنترنت وتحصينهم من مخاطر الفضاء الرقمي، والحد من التعرض للأذى والمخاطر العابرة للحدود مثل التنمر، والاستهداف الجنسي، والاعتداء على الأطفال.

وقال المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية، إن الأطفال والمراهقين (أقل من 18 سنة) يشكلون نحو ثلث مستخدمي الإنترنت، كما يدخل كل عام أطفال بأعمار أصغر من العام السابق له، وأن تقارير دولية أثبتت تعرضهم لصور من الأذى الإلكتروني، تتطلب وضع أطر وتنظيمات للتخفيف من حدته وحماية الأطفال من آثاره.

وشدد الراجحي خلال مشاركته في منتدى الأسرة السعودي الأحد، أن الإنترنت بتطبيقاته المتعددة، أصبح جزءاً أساسياً من محيط الطفل، ويكتسب من خلاله جانباً من مبادئه وقيمه وثقافته، مشيراً إلى أن وصول الإنترنت للأطفال له فوائد مثل خلق فرص للتعلم وتسهيل الوصول للمعلومات، ولكنه من ناحية أخرى يقود إلى مخاطر عابرة للحدود، تعرّض الأطفال لأشكال من الأذى، مثل التنمر، والاستهداف الجنسي، والاعتداء على الأطفال.

‏⁧وأشار أحدث تقرير لمؤسسة مراقبة الإنترنت صدر عام 2022، إلى ازدياد عدد المواقع التي تحتوي على مواد فيها إساءة جنسية للأطفال؛ حيث ارتفع عدد البلاغات السنوية من أكثر من 335 ألف بلاغ في 2016 إلى أكثر من 375 ألف بلاغ ⁧‫في آخر رصد للتقرير.

من جانبه، قال فهد الجلاجل، وزير الصحة في السعودية، إن جهوداً متواصلة تعمل على تسخير الفضاء الإلكتروني لخدمة المجتمع وتقديم الخدمات الصحية والتوعوية لكافة أفراده، على الجانبين العلاجي والوقائي، وتركز جهودها للاهتمام بالصحة النفسية وتعزيزها لدى الأطفال، ومواجهة الظواهر الشائعة التي يتعرض لها الأطفال في فضاء الإنترنت، مثل ظاهرة التنمر والإصابة بالاكتئاب نتيجة التعرض لمحتويات غير ملائمة.

وأشار وزير الصحة السعودي، إلى أن الناحية الوقائية، تركز على خلق قنوات إضافية تتحقق من خلالها مكاسب هامة في تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع، ونشر هذا المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقنوات متخصصة لمستشفى الصحة الافتراضي تمنح اليافعين الفرصة للتواصل المباشر مع الأطباء والمتخصصين.

مواجهة الاستهداف الإلكتروني
قادت السعودية جهوداً نوعية وأطلقت مبادرات متعددة لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تستهدف الأطفال أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت وتعريضهم لجرائم سيبرانية متنوعة عبر استغلالهم وجعلهم ضحايا للانقياد وارتكاب الجرائم بحقهم. وأمام التطورات المتسارعة التي تشهدها البيئة الرقمية وتقنية المعلومات والاتصالات، وما يصحبها من تأثيرات على الأسرة والأطفال كمكونات رئيسية في بنية المجتمع وسلمه الأهلي، اتخذت السعودية تدابير مبكرة لحفظ الحقوق وتحصين الأسرة وحماية أفرادها من الآثار السلبية وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكات وقدرات الأفراد.

اتفاقية شراكة استراتيجية
وقّعت الهيئة السعودية للأمن السيبراني، في ديسمبر من عام 2020، اتفاقية شراكة استراتيجية مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لإطلاق البرنامج العالمي لحماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني، وذلك للعمل على تطوير أفضل الممارسات والسياسات والبرامج لحماية الأطفال في العالم السيبراني، ومواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تستهدف الأطفال أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت وتعريضهم لجرائم سيبرانية، ودعم الدول في بناء السياسات والتشريعات ذات الصلة بتمكين الأطفال في الفضاء السيبراني، وبناء وصقل القدرات اللازمة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، وتعزيز النقاشات حول حماية الأطفال في الفضاء السيبراني بشكل منهجي.

الأسرة السعودية
ودشّن الإطار الوطني لسلامة الأطفال على الإنترنت، الأحد، في مستهل أعمال منتدى الأسرة السعودية السادس الذي ينعقد هذا العام تحت شعار "الأسرة السعودية في ظل المتغيرات المعاصرة" بتنظيم من مجلس شؤون الأسرة في السعودية الذي أشرف من جهته على إعداد الإطار الوطني، بالتعاون مع خبراء منظمة الأمم المتحدة للطفولة، كخطة وطنية خمسية متوائمة مع المعايير الدولية، لسلامة الأطفال عبر الإنترنت في المملكة.

ويركز المنتدى على تعظيم دور الأسرة الحيوي في بناء الإنسان، وتكوين شخصيته، وتوجيه سلوكه، والحفاظ على قيمه الدينية والوطنية والثقافية، ورسم تطلعاته نحو المستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد