"منتدى أصيلة" يحتفي بـ"شغف وإرادة" محمد برادة

إيلاف من أصيلة: شكل حفل توقيع كتاب "شغف وإرادة: رهان في الإعلام والثقافة والسياسة" للكاتب والإعلامي والناشر المغربي محمد برادة، مساء الجمعة، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الـ45، مناسبة للاحتفاء بسيرة الرجل وإسهاماته القيمة خدمة للصحافة المغربية وللفعل الثقافي.

شجاعة رجل
قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، في كلمة له، إن الحفل مناسبة للاحتفاء بصديق كان شجاعا في وقت كان صعبا، من حيث توزيع الصحافة الوطنية، بعد إطلاقه أول مؤسسة وطنية للتوزيع والنشر.

محمد برادة يوقع كتابه لكاتبا غصن 

وشدد بن عيسى على أن اللقاء هو احتفاء ليس بالكتاب القيم، ولكن بالشخص وبقيمته وشجاعته، مشيرا إلى أنه ليس سهلا أن يبدأ المرء من الصفر عملا لم يقم به أحد من قبل، وفي زمن كانت فيه الصحافة المغربية حزبية، وكانت لها مواقف لم تكن دائما غير محرجة.

من جهته، قدم الكاتب الصحفي عبد الإله التهاني، في معرض كلمته، نبذة عن حياة برادة، مستعرضا سيرته الشخصية والمهنية، مع تقديم مضامين كتابه الجديد.

محمد برادة يتحدث بالمناسبة

وشدد التهاني على أن برادة جعل من التوزيع وسيلة لانتشار المعرفة وإشاعة المقروئية والارتقاء بها والرفع منها. وأضاف أن سيرة هذا الرجل لا تنفصل عن السيرة الوطنية للثقافة والسياسة والرياضة في المغرب.    

إرادة برادة
قال عبد الحميد جماهيري، الكاتب والشاعر والصحافي، ومدير نشر صحيفة "الاتحاد الاشتراكي"، إنه كان بوده لو اختار برادة عنوانا آخر لكتابه الجديد، بحيث يصير "شغف وبرادة"، من منطلق أن برادة عنوان إرادة.

وأشار جماهيري إلى أن برادة بالمشروع الذي أطلقه، قبل أكثر من نصف قرن، وخوضه غمار مغامرة سعت إلى تغيير الصحافة المغربية، قد "أجاب على سؤال ضمني كنا نحمله دائما هو إلى أي حد يستطيع الفرد أن يؤثر في تاريخ بلاده أو في قطاع من قطاعات تاريخ هذه البلاد".

عبد الحميد جماهري يتحدث بالمناسبة

وأضاف جماهيري أن هذا القرار كان مهنيا، لكنه كان أيضا قرارا وطنيا، حيث اجتمع لديه ما لم يجتمع في أية مبادرة أخرى، في زمن كانت فيه الأحزاب على شفا التناحر، فاستطاع أن يجمع اليساري والليبرالي المتنور والوطني المتنور، على قاعدة مشروع يجمع الجميع. وزاد أن القرار كان سياسيا، لأنه كان يتعلق بحل معضلة إيصال صوت الأحزاب إلى المجتمع. والأهم، يضيف جماهيري، أنه كان قرارا وطنيا، مشيرا إلى أنه لو لم يحدث أن حلم برادة ذات يوم حلما مجنونا لما كانت الصحافة الوطنية بكامل عقلها الآن.

شغف
استعاد الكاتب والأديب أحمد المديني تجربة البدايات التي جمعته ببرادة خلال إطلاق المشروع. وقال إن تلك اللحظة كانت وطنية انصهرت فيها كل الاختلافات لتنجب إرادة بشغف استمر خمسين سنة.

ولخص المديني شخصية وسيرة برادة في ثلاث كلمات، هي"الإيمان" و"الإخلاص" و"الصدق".

محمد بن عيسى في حديث ودي مع محمد برادة 

تواضع
من جهته، وفي كلمة له بالمناسبة، شكر برادة المنظمين، وقال، في علاقة بكلمة الشجاعة التي وصف بها، إن بن عيسى كانت له هو الآخر شجاعة أن يقيم أول معرض للكتاب في المغرب، حين كان وزيرا للثقافة. وبخصوص كلمات الشكر التي وجهت إليه من طرف من أخذوا الكلمة في حفل توقيع كتابه الجديد، حرص برادة من جانبه على توجيه الشكر لبن عيسى على ما عمله للرفع من مستوى الثقافة في المغرب.

عبد الاله التهاني يتحدث بالمناسبة متوسطا محمد بن عيسى ومحمد برادة  

سيرة رجل
تلقى برادة تكوينه الصحفي، في بداية سبعينيات القرن الماضي، بعدة معاهد عليا للصحافة والإعلام في فرنسا، قبل أن يقوم بإصدار جريدة (correspondances de la presse)، وفي سنة 1977 أسس شركة "سابريس"، التي تعد أول شركة وطنية للتوزيع والنشر، وأكبر مؤسسة في هذا الميدان بالعالم العربي وإفريقيا.

محمد برادة في حديث مع حسن عبد الرحمن  سفير فلسطين السابق في الرباط 

وكان برادة عضوا مؤسسا لاتحاد الموزعين العرب، وانتخب رئيسا له ما بين 2006 و2009. كما يعد برادة، الحاصل على الجائزة الوطنية للصحافة في دورتها الأولى سنة 2003، عضوا فاعلا بعدة هيئات ومنظمات دولية مختصة في النشر والتوزيع، ورئيسا سابقا لجمعية "غوتنبرغ" الدولية فرع المغرب.

جورج سمعان ونجيب فريجي خلال حفل التوقيع 

من احتفالية توقيع كتاب محمد برادة

محمد بن عيسى يلقي كلمة بالمناسبة