: آخر تحديث

‏"أقنعة الودّ.. متى تنفجر الكلمة الأخيرة؟"

2
1
1

رائع أن تجد من يكرهك بشياكة.
كل كلمة يكتبها، أو يقولها، تحتها لغم يمكن أن ينفجر مع أول ضحكة.
حب قابل للانفجار في أي لحظة.
"يهمسُ لكَ بابتسامةٍ تُذكّركَ بـ'الصديق'، ثمّ يكتبُ تعليقًا يقطرُ سُمًّا. تُمسكُ بيديه في لقاءٍ حميم، وتتساءل: أيٌّ منهما سيُفجِّرُ العلاقة أولًا؟ في عصرٍ صارت فيه المشاعرُ ألغامًا مُزيّنةً بورود.. كيف ننجو من انفجارٍ نعرفُ أن صاحبَهُ يحملُ فتيلَه؟"

أصبح من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مجرد قناع يرتديه الناس. في الظاهر، يُظهر الجميع محبة وتقديرًا، ولكن خلف هذه الأقنعة يكمن شيء آخر، شيء قد لا يُرى إلا عند أدنى اهتزاز للعلاقة، أو ربما في لحظة عابرة، عندما تُقال كلمة واحدة أو يُكتب تعليق دون أن يُدرك كاتبه أنه قد فتح بابًا لما كان مُخبَّأً في أعماق تلك العلاقة.

1. أناقة الكراهية: فنّ التدمير في قفاز حريري
كيف أصبحنا هكذا؟ كيف وصلنا إلى حالة نلبس فيها الأقنعة ونخفي خلفها مشاعرنا الحقيقية؟
الأمر ببساطة يعود إلى حقيقة أن معظم العلاقات الاجتماعية أصبحت سطحية، مبنية على "ما يراه الآخرون" وليس على "ما نعيشه فعلاً".
لم يعد العداء صراخًا، بل تحول إلى "أداء راقٍ": إطراءٌ مبالغٌ يخفي حسدًا، هديةٌ فاخرةٌ تُقدَّمُ بعينٍ باردة، أو نكتةٌ تنزف سخريةً.
يبتسم لك اليوم، قد يكون هو نفسه الذي ينتظر الفرصة لينقض عليك بكلمات جارحة إذا تعثرت العلاقة.

2. كلمة.. لا أكثر: لماذا صارت التعليقات العابرة قنابل موقوتة؟
إعجابٌ على خبرٍ حزين، أو تعليقٌ جافّ يُزرع كاللغز:
"مثيرٌ للاهتمام!" تحت منشور فرحك.
هذه ليست براءةً.. بل "ألغام كلامية". كلُّ حرفٍ قد يكونُ شظيةً تُطلَقُ من خلف شاشة، وكلُّ صمتٍ رقمي إعلانُ حرب.

3. هشاشة الأقنعة: لماذا ينكشف الزيف بلحظة؟
العلاقات الزائفة كزجاجٍ مصنفر: يكفي خدشٌ بسيطٌ لتحطيمه.
نبرةُ صوتٍ باردة، صمتٌ مطول، نظرةٌ عابرة!
تلك التفاصيل الصغيرة كفيلة بتحويل صديق العمر إلى غريب. فـ"الحب القابل للانفجار" لا يحتاج إلا شرارة.
يبتسم لك اليوم، قد يكون هو نفسه الذي ينتظر الفرصة لينقض عليك بكلمات جارحة إذا تعثرت العلاقة.

4. لماذا نستمر في اللعبة؟ مأساة القابلية للانفجار!
نحن شركاء في هذه المسرحية. نرتدي أقنعتنا خوفًا من العزلة أو طمعًا في منفعة:
البقاء في دائرة سامة لأنها تمنحك مكانة...
التظاهر بالودّ لوجهاءَ تخشى سطوتهم.
نحن نعلم أن الأقنعة هشّة، لكننا نُفضِّل الوهم المؤقت على مواجهة وحشة الحقيقة.

5. ثورة الروح: حين تمتلك "العقال" وتُفجّر القيد!
لكنّ الروح الحرة لا تنشغل بمن يحاولون "التصيد" بأسلحة فقيرة، فهي تُدرك أنهم يطلقون سهامًا من ورق، يظنونها قنابل!
لمثل هؤلاء قلت في كلمات نشرتها في أكتوبر 2021:
أَحِبَّنِي .. أَوْ اَكْرَهْنِي ..
هَذَا لَا يَعْنِينِي!
فَأَنْتَ فِي كِلَا الْحَالَتَيْنِ مَشْغُولٌ بِی!
هذه الكلمات لم تكن ردًّا على أحد، بل مشاعر عابرة للقلوب، ومانيفستو التحرر من لعبة الأقنعة، ومن كل من يحاول إيقاعك في فخ كراهيته أو حبّه المصلحي.
أقول له: لا داعي لكل هذا، فكراهيتك أو حبك "لا يعنيني"، لكنك يا صديقي تتعذب بمشاعرك في كل الأحوال:
إن أحببتني سأكون في قلبك،
وإن كرهتني سأعيش في عقلك.
وهكذا فإن كل من يحمل لك حبًا أو كرهًا شديدًا يمنحك قوة عليه، حتى لو ظنّ العكس.
وتأتي الضربة القاضية حين تتحول أمامه من ضحية إلى مسيطر، وهو ما عبّرتُ عنه بتأكيد عليه "ختم النسر"، كما يقتضي التصديق على المعاملات الهامة في مصر:
أنتَ في كل الأحوال مربوط،
وعقالكَ في يدي!
فمن يمتلك "العقال" لا يهرب من الانفجارات، لأنّه يُفجِّر قيودَه أولًا.

بالطبع قد لا تفهم، أو تتصنّع البلادة والتخلف... وربما تضع على وجهك قناع الجوكر، لكني متأكّد بأن رسالتي وصلتك، وأنك استلمتها.

#نافذة:
لا تنشغلْ بمن يُطلقون كلمات كـ"قذائف وهمية"، فحين تُدرك أن عقال مشاعرهم في يديك، تصير كل محاولاتهم مجرد دليل على أنهم:
أسرى في سجن اهتمامهم بك!
فالحرية الحقيقية أن تُعلن:
"هذا لا يعنيني"... وتمضي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.