: آخر تحديث

قراءة خاطئة لموقف الإمارات

3
1
2

محمد خلفان الصوافي

إذا نظرنا بواقعية إلى الحملة الإعلامية ضد موقف دولة الإمارات في السودان التي يبدو أنها هذه المرة حملة منظمة بشكل دقيق، لاستهداف الجهود السلمية لدولة الإمارات بشأن السودان والتأثير في مساعيها الإنسانية، سنكتشف أن القائمين على هذه الحملة يخطئون في قراءة ما تسعى له الإمارات أو أنهم لا يريدون أن يقوموا بما ينبغي فعله من أجل استقرار السودان ووحدته.

يتلخص موقف الإمارات تجاه السودان الشقيق في نقطتين ينبغي وضعهما في الاعتبار حالياً ومستقبلاً. النقطة الأولى تتمثل في المساعدة من أجل إيجاد «إرادة المصالحة سودانية» .

فهذه النقطة هي الغائبة منذ ذلك التاريخ إلى اليوم ولم يتنازل أي منهما لمصلحة السودان كما لم يستطع أي من الجنرالين حسم الصراع كي يحمي السودان وشعبه من الحرب الأهلية التي يقتل فيها السوداني شقيقه.

أما النقطة الثانية لموقف الإمارات من السودان التي فشل من يشنون حملة إساءة وتشويه الحقائق بقصد أو بدونه هو مساعدة الإنسان السوداني الذي هو ضحية حرب الجنرالين من خلال تطبيق هدنة عسكرية لإدخال المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى الحوار السياسي بين الطرفين باعتباره أفضل وسيلة للاتفاق والوصول إلى حل ولكن يبدو أنهما (البرهان وحميدتي) لا يريدان إيقاف الحرب.

إن من يشنون حملاتهم لتشويه الموقف الإماراتي لم نسمع عن مساعيهم لحماية السودان من التقسيم والدفاع عن شعبه من القتل من الطرفين، وعليه فإن السلبية التي يمارسونها ضد الإمارات هي: السبب في مضاعفة مأساة السودان وتضخيم حجم ضحايا الحرب.

المصالحة السودانية هي إرادة سياسية وموقف وطني وإذا ما توفرت تلك الإرادة بين الفرقاء يمكن تجاوز الخلافات كلها مهما كانت شدتها ودرجة تعقيدها ومقدار الحساسية التي تنطوي عليها، كما أنه ليس عيباً أن تتوسط دول تحفظ للسودان معروفاً فهذا الأمر موجود ومتبع بين الدول على مر التاريخ.

هناك لجنة رباعية للسودان ممثلة في دولة الإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية ومصر، هدف هذه اللجنة مساعدة السودان في الخروج من الأزمة الحالية.

الحرب في السودان تمثل تحدياً كبيراً لكل المجتمع الدولي وليس للجنة الرباعية فقط ويبدو أن المرحلة التي وصلت فيها الحرب قد تدفع بالأمم المتحدة لأن تنتقل من حالة المساعدة في إدارة الصراع إلى فرض حل له؛ لأن النتائج التي خرجت بها هذه الحرب هي فضيحة في جبين العالم.

ما أثبتته هذه الحرب منذ اندلاعها في 2021 هو أن ما تطرحه دولة الإمارات وتؤكد عليه: بأنه لا يوجد حل عسكري يمكن أن ينهي خلافاً سياسياً وأن الحوار والتفاوض هو الخيار الأمثل والموضوعي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد