: آخر تحديث

بيننا وبينهم

2
2
2

قليل من المنطق العاقل يكفي الإنسان كي يكون صادقاً مع نفسه، واثقا من تطلعه، مشدداً على ارتقائه كإنسان ينشد الرفعة والعلو، ويا أيها الإنسان لن يتسنى لك ذلك إلا حينما تتخلى عن انتهاك تطلعات الآخرين، بحجة أنهم أقل؛ من الناحية المكانية، أو القبلية، وحتى الاجتماعية أو العرقية، والمادية.

لقد أصبح العالم يعي أن لا فرق بين أفراده لا بالعقل والإنجاز، فلا عنصرية، ولا شعب آري، ولا قبيلة كي يكون هو السيد وصاحب الدم الأنقى! فالعالم الآن كله يقترب من نفسه أكثر فأكثر وباتت معاييره منطقية وتقييمه يستند على ثوابت، لا تُفرق بين أبيض ولا أسود، ولا آري أو زنجي، ولا عربي أو عجمي.. وفي عالمنا السعودي الحاضر الذي نعيشه، لا عنصرية.. الفوارق تحضر من خلال الجد والإنتاج والاجتهاد، نظام القبيلة لم يعد مؤثرا، ليحل بديلا عنه الإنسان المنتج، الإنسان الفاعل، استبعدنا كل المضرّات في كل ما يدعو للانتقاص تلك التي كان أول من رفضها ونادى بنبذها هو رسول الأمة عليه أفضل الصلاة والتسليم: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، الناس سواسية كأسنان المشط»، وهو تأكيد لقول المولى عز وجل: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم».. إن عصرنا الجاري هو عصر العقل والفكر والإنتاج عصر التحولات والحقوق والعدل، الناس في بلادنا كأسنان المشط.. لا فرق بين مواطن ومقيم في الحقوق، وليس من بيننا ممن يعاني من أن يبخس حقه بسبب دينه أو جنسيته، هو مجتمع سعودي قادر على أن يسير بأحلامه نحو آفاق أكبر دون تصنّع ومجاملة.

هذا يحدث لدينا، لكن ما يحدث لدى كثير من أهل الغرب المتمدن كان عاراً وإثماً كبيراً على من يدّعون أنهم أهل الديمقراطية والحقوق المتساوية.. كيف يريدون من العالم أن يرفض العنصرية، وهم من يشاهدها ويمارسها ويدّعي أنه لم يرَها؟ نشاهد ذلك في خطب السياسيين وقادة الرأي وحتى في ملاعب الرياضة، وتلك الجماعات التي تلاحق وتسيء لمن ليس من لونها أو دينها، ناهيك عما يخص الشعوب وحقوقهم وتحديدا الفلسطينيين، أي عنصرية وكل قرارات الأمم المتحدة الملزمة لإسرائيل لم تنفذ؟ أي عنصرية وأطفال فلسطين يشردون ويقتّلون وكبرى المحطات الإعلامية ترفض نداءات الاستغاثة، بل تروّج لكل ما هو ضد حل الدولتين؟

إذا لم تكن تلك عنصرية محضة.. فكيف هي؟، يا من كنتم تتحدثون عن الحقوق والعدالة، والتحولات والرسالة التي تصوركم على أنكم مخترعو البعد الإنساني والأخلاقي النبيل.. نحن هنا أرقى منكم في كل ما هو بعد إنساني، نسهم في ارتقاء وطن نرضع حبه ولا نرضى بغيره بديلاً، عبر مشروع تكون آلياته وقواعده منطلقة من حب الوطن، وحب الخير للآخرين.. لا ننتقص ولا نمارس عنصرية سواء في خطابنا وحتى ملاعبنا الرياضية.. زرعها ديننا فينا وأكدتها الرؤية المباركة «السعودية 2030» كثقافة وبرنامج عمل يغرس في المجتمع، وهي التي استمرت بالنهج المجتمعي المبارك لدولتنا العظيمة، وزادت بقص النتوءات والمضرّات من تلك التي تداخلت مع بعض العادات والتقاليد، واستبدلت بتعزيز المحبة واحترام الآخر والتطلع للأمام.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد