: آخر تحديث

الاتفاق يتعثر بأزمة الأنفاق

1
1
1

رشاد أبو داود

ما إن يعود المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر إلى واشنطن من تل أبيب حتى يتلقيا توجيهاً من الرئيس ترامب بالعودة إلى تل أبيب، وأغلب الظن أن الرجلين يبقيان حقائبهما عند الباب، ففي كل زيارة للمنطقة تبرز عقبة ما أمام مهمتهما المندرجة تحت مسمى الوساطة.

هذه المرة زيارتهما مختلفة، والعقبة أيضاً مختلفة ومعقدة، فقد دخل تنفيذ اتفاق وقف النار في أزمة الأنفاق، وتحديداً في نفق واحد في رفح، حيث يوجد ما بين 150 و200 مسلح فلسطيني محاصرين في المنطقة، التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.

رئيس الحكومة الإسرائيلية واقع الآن بين فكي كماشة، فك الأكثر تطرفاً في حكومته تيار سموتريتش وبن غفير اللذين دأبا على تهديده بالانسحاب من الحكومة، وبالتالي انهيارها.

لأزمة نفق رفح بعدان، أمني وسياسي، أمنياً لأن وجود المسلحين في منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية يشكل تهديداً لاتفاق وقف إطلاق النار. سياسياً، عدم حل هذه المشكلة يصاعد التوتر.

هذا يعني، إن حدث، ضربة قاسية إن لم نقل قاتلة لخطة ترامب، وهذا ما لا يريده الرئيس الأمريكي، وربما لن يسمح به، ونقل عن مسؤول أمريكي قوله: إن تطبيق خطة ترامب أولوية قصوى، لأنها فرصة تاريخية للسلام. أضاف، إننا تعمل مع شركائنا الدوليين على الحفاظ على مسار الخطة.

الإدارة الأمريكية تجاهلت الادعاءات الاسرائيلية، التي اتهمت غزة بالتلكؤ بتسليم جثامين القتلى الإسرائيليين، وتبنت موقفها بأن حجم الدمار وعدم وجود معدات يصعبان العثور على الجثامين. وضغطت على إسرائيل للسماح بدخول تلك المعدات، ما سهل عمليات البحث.

وكان تسليم جثة الضابط الإسرائيلي المحتجز في غزة منذ 11 عاماً هدار غولدن أنعش التفاؤل بالمضي قدماً في تنفيذ وقف النار، حسب ما أوردت صحيفة «هآرتس» في تقرير لها.

ثمة تفاؤل بإنهاء أزمة المقاتلين العالقين في نفق رفح، فالإدارة الأمريكية عينها أيضاً على الضفة الغربية، وتصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين خصوصاً في موسم الزيتون وهدم البيوت بإشراف شرطة بن غفير.

هذا ما عبر عنه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بقوله: «قلقون من أن يؤثر ما يجري في الضفة على ما نفعله في غزة».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد