: آخر تحديث

ماذا قرأت؟

0
0
0

هذا العنوان سيكون جذابًا لفئة معينة من البشر، فئة القراء، لا أعرف كيف يصبح المرء قارئًا، في حالتي كانت البيئة، ولدت لأجد أمي قارئة، وأخي الذي تعود عليها من أمي، وهكذا أصبحت مثلهم، لكن النصف الآخر من العائلة ليس كذلك، ابني الذي فتح عينيه على والدين حياتهم الكتب، لا يقرأ، أو أنه لا يقرأ الكتب تحديدا ويقرأ أشياء أخرى على الإنترنت. باختصار، القراءة شغف لا يصيب الجميع، ونحن القراء لا نستطيع أن نستوعب كيف لا يكون كل الناس قراءً، والذين لا يقرأون ينظرون بريبة إلينا ويتساءلون: كيف يتحمل هذا النوع من البشر تمضية أوقاتهم في التحليق في أوراق ممتلئة بحروف صغيرة، بينما هناك التلفزيون يقدم أشياء مسلية ومختلفة طوال الوقت؟ سؤال مشروع لكن الإجابة عنه تبقى شعورا لا يستطيع القارئ نقله لغير القارئ، شعور بحبور ولذة عميقة لن يفهمها غير القارئ إلا إذا أصابته آفة القراءة.

بدأت الكتابة وأنا في نيتي أن أتحدث عن مجموعة من الكتب التي قرأتها مؤخرا، لكن مقدمة الحديث عن القراءة أخذتني، وإن كنت أعتذر لنفسي هذا العام لأنني قصرت قليلا، كنت مشغولة بمسألة الكتابة للسينما، حيث إن المشروع الذي أشارك فيه يخضع لمعمل تطوير مهرجان البحر الأحمر، ويتطلب ذلك العمل المتواصل على تطوير الكتابة طوال العام.

في العادة أخضع نفسي للمتابعة من موقع غودريدز حين أشارك في تحدي القراءة، لا أتحدى سوى نفسي أن أقرأ كتابا كل أسبوع، أي 52 كتابا على مدار العام، ومنذ بدأت القراءة على الآيباد وأنا أتجاوز هذا الرقم بعشرة أو عشرين كتابا، وذلك لم يكن يتحقق في الماضي، لكن سهولة القراءة وحمل الكتب على الآيباد جعل تحقيق القراءة في كل مكان وزمان أمرا سهلا وممكنا. هذه أول مرة من سنين لا أتجاوز الرقم، بحلول الأسبوع 44، قرأت 44 كتابا، ليس العدد هو المهم بالتأكيد، لذلك أردت أن أذكر الكتب التي قرأتها في الأسابيع الأخيرة.

آخر كتاب كان رواية جامع الفراشات لجون فاولز، وهي رواية نشرت العام 1964 على لسان مختطف وضحيته، ذكرتني هذه الرواية برواية غرفة للروائية الكندية ايما دونوغيو التي نشرت عام 2010، وكانت على لسان طفل المختطفة. الروايتان صادمتان لكنك لا تستطيع سوى الاستغراق في القراءة.

الكتاب الذي سبقه كان ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر الذي كتبه عبدالغفار مكاوي عام 1972، وهو كتاب نقدي أعجبتني سلاسته وبلاغته وقدرتي على استيعابه وأعمل على قراءة الجزء الثاني منه قريبا.

كان في نيتي أن أذكر ثلاثة كتب أخرى؛ لكن كعادتي، تنتهي المساحة ولا ينتهي الحديث.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد