عبدالله خلف
تونس البيضاء:
المباني بيضاء، وأبوابها ونوافذها زرقاء، وكلما تغيّر لون من التقادم، يتلقى صاحب المنزل إنذاراً ثم عقاباً مالياً...
المغرب العربي، قاطبة العاصمة ومدن أخرى، تجدها ليلاً ونهاراً في انضباطية عالية وطرقاً سالكة مكتملة ليس فيها أرض كثيرة الحصى، ولا حصبات ولا أرض محصاة كثيرة الحصى...
قال الأعشى:
فلستُ بالأكثر منهم حصىً
وإنما العزة للكاثر
وقيل: فلان ذو حصاةٍ وقُورٌ
ولا أصاة أي رزانة
وقال طرفة:
وإن لسان المرء ما لم تكن له
حصاةٌ على عوراته لدليل
وهناك حفر ومحفار وحفيرة، وإذا عمر الإنسان قال فيه المثل العراقي (فلان لاحقْ على حفر الشّط) أي إنه عمّر في طول عمره.
قال أبو طالب:
أفيقوا أفيقوا قبل أن يُحفر الثرى
ويُصبح من لم يجن ذنباً كذي الذّنب
قال أحد الرواة -والله أعلم- إن البلاد سوف تبلط قاصيها ودانياها بالرخام الجرانيتي كأرض الكعبة المبلطة بالرخام فيمشي الراجل دون أن يعثر والراكب بلا عثرة أو ارتطام وقال كُثيرّ:
وكنتم تزينون البلاط ففارقتْ
عشية بنتم زينها وجمالها
وأحسن النقد في تلك المشاهد الكوميدية بين الفنان خالد النفيسي وسعد الفرج...
راكب قطارك حامل نوطك أبو الألف.
القطارات دخلت المتاحف ولم تتحرك على أرضنا ولم نشاهد ما دون ذلك وهو التّرام... الآن أنجزت الصين خطها الحديدي إلى أوروبا وآخر إلى أفريقيا ويخترق البحار والمحيطات... ولكننا موعودون بما هو أحسن، ولكن إلى الواقع والأمل.