حمد الحمد
أمر مفرح إذا قررت أن تسافر إلى دولة خليجية أو عربية... لا تفكر أن تُسرق حيث البلدان آمنة. لكن إذا قررت أن تسافر إلى دولة أوروبية، لا تتخوف إلا من السرقة.
أنا كذلك عند السفر لتلك الدول ينصب تفكيري على السرقة، وأتخوف أن يحدث ذلك.
قبل سنوات في باريس دخلت المترو ومعي بعض أفراد أسرتي، وما أن توقف المترو في محطة، إلا وصعد معنا قروب من الشباب والبنات، يبدو عليهم أنهم طلبة جامعات، رأيتهم مهندمين بأحسن ملبس، مظهرهم يدل على أنهم أولاد ناس راقية.
ومع الازدحام إلا وقفت بجانبي بنت جميلة من هذا الجروب، وما أن تحرك المترو، إلا شعرت بأن البنت تقترب مني أكثر وأكثر، نظرتُ إلى الأسفل، وإذا بي أرى يدها تقترب من جيب بنطالي في محاولة لسرقة محفظتي، هنا وضعت يدي بسرعة على محفظتي، وابتعدت عنها لتبتعد هي أيضاً، وعدت لأفراد أسرتي وحكيت لهم ما حدث.
هنا قالوا لي، لماذا لم تمسكها وتوبخها؟! فقلت لهم لو فعلت ذلك لدخلنا في موال آخر، واتهمتني بالتحرش، وعلي أن أدفع مبلغاً كبيراً للتتوقف عن مقاضاتي.
وفي حدث آخر كنا في الدنمارك ولنا رحلة بالقطار إلى السويد، وعندما جلسنا في مقاعدنا، إلا واقتربت مني موظفة في القطار وهي عراقية دانمركية وقالت لي «شوف.. لا تترك حقائبك بعيداً عنك، لأن الحرامية هنا يركبون معك، وكأنهم رجال أعمال يلبسون أرقى الملابس، وإذا غفلت لثانية فإن الحرامي «الكشخة» يأخذ حقائبك وينزل في أول محطة»، شكرتها على نصيحتها وسَلِمنا.
وأنا أكتب هذا المقال اطلعت على ما كتبته المحامية دلال الملا -وهي في لندن هاليومين- في خبر تقول خرجنا من محطة قطار، وركبنا «أوبر» ووضعت حقائبي في الصندوق الخلفي، وبينما نحن نتحرك إلا فُتح الصندوق فجأة، ومد حرامي يده وأخذ الحقائب وهرب واختفى في الظلام.
هنا تذكرت أغنية عبدالحليم «إني أغرق أغرق» لهذا (الخليجي عندهم مسروق مسروق مسروق).
سوالف سفر قد تفيد القاري الكريم الذي على نية سفر.