سهم بن ضاوي الدعجاني
سعت إمارة منطقة الرياض من خلال ورشة «تحليل الوضع الراهن لإمارة منطقة الرياض» التي نظَّمها معهد الإدارة العامة قبل أيام، هذا المعهد العريق «بيت الخبرة» في الإدارة السعودية، والمؤسسة الرائدة في دعم التنمية الإدارية التي تتخذ من المبادرة وسرعة الاستجابة والابتكار منهج عمل يُمكِّن القطاعات الحكومة من تحقيق أهدافها التنموية، لقد سعت الإمارة من خلال هذه الورشة إلى إشراك أصحاب القرار والقيادات فيها، لرسم خارطة القرار من خلال رصد جوانب القوة والفرص الواعدة لإمارة المنطقة وتعزيزها واستثمارها، وفي خط متواز رصد التحديات التي ينبغي التعامل معها بكفاءة، في سبيل رسم ملامح مشروع تطوير إستراتيجية إمارة منطقة الرياض التي تتناغم مع رؤية المملكة 2030، وليكتمل مشروع رقمنة الخدمات التي تقدمه إمارة المنطقة لمجتمع الرياض، وهذا يؤكد أن «إمارة الرياض» تتبني منهجًا إستراتيجيًا متجددًا يستجيب للتطورات التي تمر بها المملكة ويواكب متطلباتها على كافة المستويات، وذلك بسرعة تعزيز كفاءة الأداء الحكومي، ورفع مستوى الخدمات، وتحقيق التنمية المتوازنة التي تستثمر الإمكانات المحلية وتستجيب لتطلعات الدولة والمواطنين، فقد أصبح تحديث الإستراتيجية ليس فقط خيارًا، بل ضرورة تنظيمية عاجلة.
السؤال الحلم
لماذا تعتبر هذه الورشة خطوة مهمة ومفصلية في إعداد الخطة الإستراتيجية للإمارة من قبل المعهد؟ لأنها -باختصار- خطوة أساسية ومحورية في مسار تطوير الرؤية الإستراتيجية للإمارة، لتعزيز دورها التنموي والخدمي، ولدفع عجلة التنمية وتعزيز جودة الحياة في المنطقة، لبناء خطة إستراتيجية متكاملة، واقعية، قابلة للتنفيذ، ومستندة إلى معطيات دقيقة ومشاركات فاعلة من مختلف الجهات المعنية وبهذا يكتمل المشهد الإداري بالمنطقة، خاصة وأن مدينة الرياض هي «أيقونة» التطور السريع الذي تعيشه المملكة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما تشهده من نمو سكاني غير مسبوق يتوجه حراك اقتصادي واجتماعي وإعلامي مما يجعل من الرياض «عاصمة» التنمية المستدامة.
وأخيراً إن نجاح الورشة في تسليط الضوء على جوانب القوة والفرص الواعدة لإمارة منطقة الرياض وتعزيزها واستثمارها، ورصد التحديات التي ينبغي التعامل معها بكفاءة، هو مفتاح النجاح الحقيقي في التعامل مع سكان العاصمة على مختلف شرائحهم، وخصوصاً أن «إمارة منطقة الرياض» هي أنموذج إداري متطور شهد له تأريخ الإدارة السعودية بالتفوق لسبب واحد لا غير، وهو أن «إمارة منطقة الرياض» دون بقية إمارات المناطق تفتخر بأنها «البصمة الأولى لـ»الملك سلمان بن عبدالعزيز» -أيَّده الله- التي منحها من عمره المديد في «قصر الحكم» أكثر من خمسين عاماً، من التطوير والتخطيط لتصبح «الرياض» سيدة العواصم، فقد منحها خادم الحرمين الشريفين روحاً من روحه، وتأريخاً من مدرسته السلمانية التي كانت أنموذجاً في متابعة التطورات المتلاحقة في مجال الإدارة وتطوير الموارد البشرية على مدى خمسة عقود، واستشراف المستقبل لتصبح الآن أنموذجاً يحتذى على مستوى إمارات المناطق، وفاتحة كتاب الملك سلمان في الإدارة وقضاء حوائج المواطنين والمقيمين على حد سواء، واستقطاب القيادات وصناعتها وتمكينها وتطويرها، والنماذج على هذا كثيرة.