عبدالعزيز الفضلي
قرأت كتاب (الدولة العثمانية.. عوامل النهوض وأسباب السقوط) للدكتور علي الصلابي، وقد بيّن الكاتب أهم العوامل التي ساعدت في قيام الدولة العثمانية والتي كان منها التمسك بالدّين والحرص على الوحدة ونبذ الخلاف، وتقوية الجيش الذي يحمي الدولة، والاهتمام بالعلوم المختلفة، وأشار كذلك إلى أسباب السقوط والتي كان منها الابتعاد عن الدّين وكثرة الخلافات والصراعات، والانشغال بأمور الدنيا ومتاعها.
وقد سطّر الكاتب مجموعة من الأسماء كانت مصدراً للفخر بما عُرِف عنها من الشجاعة والتدين والتضحية، كما أشار في المقابل إلى أسماء كانت عنواناً للغدر والخيانة والعمالة، والبحث عن المصلحة الشخصية على حساب الدّين والوطن والأمة.
كما تحدث عن أولئك الذين وضعوا أيديهم بأيدي الأعداء ضد بني جلدتهم من أجل الوصول للكراسي أو المحافظة عليها، وفي النهاية خسر الجميع.
تأملت وأنا أقرأ الكتاب وتخيلت ماذا سيكتب المؤرخون -مستقبلاً- عن حال المسلمين ومواقفهم من العدوان الصهيوني على غزة خلال معركة طوفان الأقصى.
مَن الذين سيسجلهم التاريخ في ديوان الشجاعة والبطولة والتضحية والشرف والعز والكرامة والنخوة والمروءة وإغاثة الملهوف؟ طبعاً -وكغالب كتب التاريخ- لن يذكر المؤرخون كل الحقائق لاعتبارات عدة، لكن هناك سجل آخر لا يزيد ولا ينقص، ولا يغير أو يُحرّف، ولا يحابي أحداً، إنه السجل الذي يكتبه الملائكة الحافظون، الكرام الكاتبون، سجل تكتب فيه كل صغيرة وكبيرة، وما وقع في السِّر أو العَلَن، وسينشر أمام الملأ يوم القيامة.
فهنيئاً لمن قدّم في صحيفته ما تبيضّ به الوجوه.
X : @abdulaziz2002