: آخر تحديث

ليبيا في منعطف خطير!

8
8
7

خالد بن حمد المالك

في ليبيا، هناك حرب أهلية بدأت شرارتها الأولى بالمظاهرات، والتهديدات، والمطالبة بإسقاط حكومة الدبيبة، المواطنون يريدون التغيير، وحكومة الدبيبة ترفض النزول عند ارادة الشعب، وتصر على الاستمرار في بقائها كحكومة موازية للحكومة الشرعية، رغم انتهاء فترتها.

* *

هذه المظاهرات يجب الحوار معها، وتفهم أهدافها، وما إذا كان في استقالة حكومة طرابلس مصلحة لليبيا والليبيين، بدلاً من رفض مطالب المواطنين، ودفعهم إلى العصيان كما هم يهددون، وتحويل المظاهرات السلمية إلى غير ذلك، وتوسيعها لتشمل كل ليبيا، وعندئذِ يصعب السيطرة عليها.

* *

الاحتفاظ بكراسي الحكم لا يكون إلا من خلال صناديق الانتخابات، والكفاءة، والالتزام بالقانون، وقبول الرأي الآخر، واحترام مطالب الشعب، وإظهار القدرة على احتواء الصراعات والخلافات، وهذا ما يرى المتظاهرون أنه لا يتحقق ولم يتحقق مع حكومة الدبيبة.

* *

ليبيا أمام مفترق طريق، وسنوات عجاف عانت منذ سقوط معمر القذافي، وأمام صراعات مزمنة، بين جيشين وحكومتين، ودعم خارجي لهذا الطرف أو ذاك، دون ظهور ما يعالج هذا الوضع الخطير، أو التئام العقلاء من الليبيين في خلوة للوصول إلى نتائج تنقذ البلاد مما هو فيه.

* *

تدخلت الأمم المتحدة، وشاركت في تنظيم انتخابات لاختيار مجلس النواب، والحكومة، وحتى الرئاسة، لكن ما تم التوصل إليه وجد من يعترض عليه، ولا يقبل به، ويصر على رأيه، مدعوماً من دول أجنبية، هدفها إفساد ما أسفرت عنه المباحثات بين الفرقاء بمساعدة المنظمة الدولية.

* *

لا نعرف إلى أين سوف تنتهي المظاهرات في طرابلس، هل يتنازل الدبيبة عن رئاسته للحكومة التي يقول خصومه أنها غير شرعية، أم يقاوم، ويتصدى للمظاهرة المعادية، بمظاهرة داعمة له، لتكون ليبيا أمام حرب أهلية، يتقاتل فيها الليبيون، بعضهم مع بعض؟!

* *

وما يجري في السودان من قتال بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، وتكتلات أخرى، بعضها مع هذا الطرف، وأخرى مع الطرف الآخر، درس يجب أن يستفيد منه الليبيون، فلا ينساقون إلى تدمير بلادهم، وجر المواطنين إلى نزاعات بأكثر مما هم عليه الآن، فالشرارة بدأت، ويجب الإسراع في إطفائها، وعدم السماح لها بالامتداد.

* *

المظاهرات السلمية تسمح بها الأنظمة الليبية، وإن لم تسمح فتنظيمها ليس هناك من سلطة موحدة وقوية تمسك بالدولة لتمنعها، وفي هذا وذاك، فلا مناص من تطويق الأزمة، حتى ولو تنازل الدبيبة وأعضاء حكومته، واستجابوا لمطالب الشعب، خاصة وأن هناك من حكومته من بادر فعلاً وانسحب من الحكومة لتهدئة الشارع، وتفهم مطالب المواطنين.

* *

الحلول على الطاولة، وهي سهلة وميسرة، فيها تنازلات وإن على مضض، طالما أن الهدف خدمة ليبيا، وحماية الشعب، ومنع التآمر الخارجي عليها، فأعداء ليبيا المتربصون كثر، فلا ينبغي إعطاؤهم الفرصة للإضرار بها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد