: آخر تحديث

مستقبل الإعلام.. بين الوقع والواقع!

4
4
3

عبده الأسمري

يمثل الإعلام واجهة مشرقة ومضيئة تعكس «إشعاعها» المضيء على بوابات «المستقبل»، في ظل ارتباطه «العميق» مع التخطيط وترابطه «الدقيق» مع التنفيذ في طرائق من «التطوير» وحقائق من «التنوير»، تقتضي الاستعانة بالخبراء والمختصين القادرين على صناعة «الفارق» في التمكن والتمكين.

يعاني الكثير من المتلقين والمتابعين والواقفين على «عتبات» العشوائية والمتورطين في «غمة» التنظير من «اختلاط» الفهم ما بين الصحافة الورقية والتقنية الحديثة، وأن الأولى انتهت موجهاً تفكيره على الطريقة ومتناسياً «المهنة» دون العلم بأن الصحافة حرفة أصيلة لا تنقرض ولا تتوقف، وأن «الورق» وسيلة تتجدد وتتغير ولكن «الأساس» راسخ.. فكيف لنا أن نصحح فكر «هؤلاء»؟!

«الإعلام مهنة لا وظيفة» لذا يجب أن يعي المرتبطون بهذه «الحرفة» وأن يستوعب المنتسبون إلى هذا «المجال» أهمية الاحتراف في أداء «المهام» والإنصاف في توظيف «الإلهام» وصولاً إلى رفع «راية» الجودة بعيداً عن «الاجتهادات الشخصية» و»الرؤى الذاتية».

يجب أن تتجه «بوصلة» الإعلام شطر «الحرفية» وأن تصفى مساحة هذا «المجال المهني» من شوائب «الدخلاء» على المهنة، وأن تنقى من رواسب «المتطفلين» على الحرفة؛ مما يسهم في صناعة «مستقبل إعلامي» فاخر يعتمد على «سواعد المهنيين» ويتعامد على «شواهد المحترفين».

أتعجب من استعانة بعض «القطاعات» بمسؤولين إعلاميين قادمين على «أجنحة» الحظ أو ممن نالوا «الشهادات «العليا دون وجود «الخبرة اللازمة»، ناهيك عن ابتعاد بعض «الجهات» عن توظيف «التدريب» في خدمة «الإعلام» والاتكاء على «وجود اللغة الإنجليزية» ودورات ودبلومات بعيدة عن «التخصص»؛ لذا فإن هنالك ضعفاً إعلامياً في بعض «الجهات» قد يصل في بعض حالاته إلى حد «الغرابة،» في ظل النظر إلى المهام من «زاوية ضيقة» تعتمد على «رؤية» صاحب القرار دون إلمامه بأهمية هذه الحرفة كشريك «استراتيجي» في صناعة «التنمية».

عندما نرغب في تطوير الإعلام علينا أن نعرف «مكامن الخلل» و»اتجاهات الأخطاء» حتى يتم الشخوص عليها ومعرفة تعمقها وتجذرها في عمق «التخطيط»؛ مما يتطلب أن تكون هنالك «لجان» مختصة لمعاينة «العوائق» على أرض الواقع.

هنالك أمثلة عديدة ومنها.. كم لدينا من الصحف الإلكترونية وكيف تم إصدارها؟ وكيف تدار؟ وما هو «المحتوى المهني» الذي تقدمه؟ ومن منسوبوها وما هي مؤهلاتهم وخبراتهم.. وما انعكاسها على «المشهد الإعلامي»!

والأدهى والأمر أن هنالك مسميات مجانية ما بين رئيس تحرير ونائب رئيس تحرير ومدراء تحرير ومسؤولين في كل الاتجاهات، إضافة إلى المراسلين المنتشرين المشمولين ببطاقة إعلامي والذين يتبهرجون بها في المناسبات والفعاليات وبعضهم لا يعرف من «الإعلام» سوى اسمه؛ لذا فقد اجتاحت «موجة الضعف» الكثير من دروب التوقع والواقع.

هنالك الكثير من اللقاءات والمنتديات الكبرى وهي أساس مهم لصناعة «الحدث» ويتحدث فيها الكثير من القامات العالمية، ولكن الخلل يبقى في الاعتماد على «هوية الملتقى» وتسليط الإعلام على «المشهد» دون الاستفادة من مخرجات تلك «المناسبات» في توظيفها على أرض «الواقع» والتركيز على سرد المعلومات والإحصاءات فقط!

قامت هيئة تنظيم الإعلام بعمل مميز خلال «الفترة السابقة» من تصفية «المسارات الإعلامية» من غير المنتسبين إليها، ولكن هنالك «الكثير» من الأعمال التي ينتظرها «المشهد الإعلامي» وأهمها ملاحقة ومراقبة أصحاب البثوث والسنابات الذين يتفوه بعضهم بأنه إعلامي وخبير وغيرها من الألقاب المجانية، حيث باتوا يملؤون المواقع والفعاليات ويزاحمون القنوات «الإعلامية» والوفود بهواتفهم بحثاً عن «المشاهدات» الخاصة مع ضرورة متابعة برامج «البودكاست» وسوالف «الهزل» التي شوهت «الفضاء الإعلامي» وأساءت إلى «الحوار المهني».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد