شخصياً افتخر بأني من أكثر الملتزمين بأصول وأخلاقيات المرور، حتى قبل تشديد العقوبات، وغالباً ما احرص على رؤية من حولي في الشارع يشاركونني هذا الحرص، وخصوصاً إشارة التنبيه بالانتقال من حارة إلى أخرى في الشارع أو الطريق.
وكثيراً ما يتذمّر مني مستخدمو الشارع، عندما أشير إليهم بيدي بضرورة تنبيهي، بنيتهم الانتقال من حارة اليمين لليسار أو العكس، إما بتجاهلي والمضي قدماً من حارة لأخرى بأريحية تامة ومن دون أي إشارة أو تنبيه، أو بالتشويح لي دلالة على مقولة «ما عندك سالفة».
قد أتفهم هذا النوع من المخالفات من قائد السيارة العادي، على أمل أن تلتقطه كاميرا المرور، فينال عقابه عن طريق المخالفة، ولكن الطامة الكبرى، عندما يكون المخالف وغير الملتزم هو شرطي المرور، وهو يقود سيارة شرطة أو مرور في بعض الأحيان.
قبل أعوام.. وقفت سيارة شرطة قرب سيارتي عند إشارة المرور، ولاحظت أن قائدها لا يضع حزام الأمان، ففتحت نافذة السيارة، وطلبت أن أتحدث إليه، فتجاوب سريعاً وفتح نافذته، سألته: أنت شرطي مرور، ويفترض أن تخالف من لا يلتزم بقوانين المرور، وأنت شخصياً لا تضع حزام الأمان، فرد عليّ مبتسماً: «الحافظ الله».
بالله عليكم، بماذا أرد؟!
ضحكت وقلت له، إذاً أبلغ مسؤولك الأكبر أنه لا ضرورة لكل قوانين المرور.. لأن الحافظ الله «ونعم بالله».
كذلك الحال اليوم، أكثر من سيارة مرور أو شرطة تنتقل من حارة إلى أخرى من دون أي تنبيه، مستغلة خصوصية سيارات المرور، أو الفلاشر الذي يُفزع كل السيارات المحيطة، فنُسرع إلى إفساح الطريق لها للمرور والمضي قدماً بسرعة.
سؤال وجهته للمسؤولين في وزارة الداخلية، عبر منصة «إكس» أو «تويتر» سابقاً، وأوجهه في مقالي هذا: كيف أُمارس دوري في مثل هذه الحالات كمواطن خفير، مع عدم السماح لي بتصوير المخالفة وأنا أقود السيارة؟ وكيف أثبت أن هذا الشرطي أو السائق العادي خالف.. وأنا أقود مركبتي؟
لماذا لا تكون هناك فرق مدنية تساعد رجال الشرطة في تسجيل المخالفات بشروط والتزامات معينة، خاصة داخل المناطق السكنية، وفي الأماكن العامة، التي لا تتواجد فيها الشرطة أو كاميرات بشكل دائم ومستمر؟
جميل أن يتعاون المواطن مع الجهة الحكومية المسؤولة، تأكيداً لمقولة «المواطن خفير».. ولكن ليس أي مواطن.
***
لا أعرف ما إذا كان هذا الخبر صحيحاً أم لا: «نقل أو إغلاق الحضانات في المناطق السكنية».
أعرف أن هذا القرار قد يكون في حال صحته، من أجل تقليل الازدحام بالمناطق السكنية، ولكن في الوقت نفسه، وجود الحضانات في المناطق السكنية مهم جداً لسببين:
الأول، سهولة وصول الأم أو الأب للحضانة بمنطقته السكنية نفسها ثم التوجّه للعمل.
ثانياً: عدم بقاء الأطفال في السيارة فترات طويلة إلى حين الوصول إلى مقر الحضانات والعودة للبيت، والتي غالباً ما تصادف ازدحامات في الشوارع، وخصوصاً في الفترة الصباحية.
إقبال الأحمد