: آخر تحديث

من الفرات إلى النيل... مهمّة الإرهابي نتنياهو الروحيّة والتاريخيّة

4
4
4

سلطان ابراهيم الخلف

بحجة تحرير أسراه الصهاينة، شن الإرهابي نتنياهو حرب الإبادة على سكان غزة المحاصرين، وعلى أمل القضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة، لكنه لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة بعد مضي 22 شهراً على عملية طوفان الأقصى البطولية.

تفاقم المعاناة الإنسانية التي سبّبها الإرهابي نتنياهو على سكان القطاع، أدى إلى هزيمته إعلامياً، بعد فضح جرائمه أمام شعوب العالم، وصار ينظر إليه على أنه مجرم حرب مكروه، وانكشفت ألاعيبه أمام الصهاينة، لعدم اكتراثه بتحرير أسراهم، وإصراره على مواصلة حرب الإبادة لإنقاذ نفسه من الملاحقة القضائية بتهم الفساد.

تصريحاته البطولية في كل مرّة يظهر فيها أمام وسائل الإعلام لا تعني أنه يشعر بالارتياح، حيث لاتزال تلاحقه التظاهرات اليومية، من الداخل، تطالبه بالتوقيع على صفقة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى، وهو أمر يهدّد مستقبله السياسي الذي يعتبره أهم من الأسرى الذين كان يزايد عليهم في السابق.

من تصريحاته البطولية، ما صرّح به منذ أيام في لقائه مع قناة i24 الإخبارية الصهيونية، بأنه «يقوم بمهمة تاريخية وروحانيّة لتحقيق أحلام أجيال متعاقبة من الشعب اليهودي»، معلقاً على القلادة التي أهداها إليه المذيع الصهيوني شارون غال تظهر فيها خريطة «أرض الميعاد» ما بين نهري الفرات والنيل.

وكأنه يقول للصهاينة مدغدغاً عواطفهم، ما قيمة الأسرى أمام ما أقوم به من جهد عظيم من أجل تحقيق حلم إسرائيل الكبرى؟

حلم إسرائيل الكبرى لم يكن سراً حتى يبوح به الإرهابي نتنياهو، بل هو الهدف الرئيسي الذي يسعى لتحقيقه الصهاينة المحتلون. فعَلَمُ الكيان الصهيوني، الذي اختير منذ إنشائه في 1948، يحتوي على خطين يرمزان إلى نهري الفرات والنيل، وبينهما نجمة ما يسمى بنجمة داوود، ونبي الله داوود عليه السلام بريء من ضلالاتهم وتعدياتهم على الشريعة اليهودية وتحريفهم التوراة.

وكل ما فعله الإرهابي نتنياهو، هو تذكير الصهاينة بالمشروع الاستيطاني الكبير، مع توضيح أن المشروع له طابع تاريخي وروحاني، وأن الكيان الصهيوني بذلك، غير معني بالمواثيق والقوانين الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول.

لم يكتف حلم الإرهابي بفلسطين، بل تعداه إلى أراضي دول عربية ما بين النهرين، تشمل العراق وسوريا ولبنان والأردن وجزءاً من مصر، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة الدول العربية النظر في سياساتها تجاه الكيان الصهيوني من جديد وبشكل جاد، على أساس أن هذا الكيان يشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار وسيادة الدول العربية ومستقبل شعوبها، وأن اتفاقيات السلام أو التطبيع الموقعة معه ما هي إلاّ حبر على ورق.

من أقوى ردود الأفعال على تصريحات الإرهابي نتنياهو حول أحلام مهمته التاريخية والروحيّة ما صرّح به الأمير السعودي تركي الفيصل، على شبكة «سي إن إن» الأميركية، قائلاً: «كيف يمكن لأي شخص أن يتوقع من السعودية أن تطبّع مع مجرم كهذا أو مهووس بالإبادة الجماعية؟ مبادرة السلام العربية مبنية على قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويجب أن يصمد القانون الدولي في هذه القضايا، لا أن يهمل ببساطة ويقدّم جائزة لقاتل مختل عقلياً مثل نتنياهو!».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد