لأسباب معروفة في أغلبيتها، لا أعتمد أو بالأحرى لا أثق بالمراجع العربية، إلا إذا كانت تتعلق باللغة نفسها وأسرارها، وحتى هذه لا يُعتمد عليها كثيراً، وبالتالي أستعين بالإنكليزية، ما أمكنني، لفهم ما يصعب عليّ فهمه، وما أكثر هذه الأمور. فالإنكليزية هي لغة العلم وغزو الفضاء والطب والاقتصاد، وأخيراً هي لغة الذكاء الاصطناعي، الذي سيغير حياتنا ويقلبها رأسا على عقب، شئنا أم أبينا.
لهذا السبب، ونتيجة لتجارب سيئة مع المراجع العربية، أحرص على قراءة طريقة تناول أو استخدام الأدوية، ومضارها الجانبية، باللغة الإنكليزية، وبالأمس قررت لأول مرة مقارنة طريقة استعمال قطرة أذن باللغتين، العربية والإنكليزية، فوجدت في العربية النص التالي:
يمكن أن يتراكم شمع الأذن داخل القناة السمعية، مما يسبب أمراضًا مختلفة، مثل الطنين، والصفير، والضوضاء الداخلية، وعدم توازن ضغط الأذن، وتهيج الجلد، وفقدان السمع، والألم والدوار. هذه القطرة طبيعية ومنتج يساعد على تحسين حالة الاذن والتخلص من شمع الأذن الزائد ومنع تراكمه، بفضل مكوناتها الطبيعية والزيوت العضوية مثل العكبر والكشمش الأسود، فهي تساعد على إنشاء حاجز مادي على قناة الأذن الخارجية، مما يساعد بشكل غير مباشر على تهدئة الاحمرار والتهيج، وكذلك تخفيف جفاف الجلد. كما ان هذا المنتج حساس وفعّال، ومناسب لمن يرتدون الأجهزة السمعية، ويمكن استخدامه لفترات طويلة. في حالة الأطفال من 3 إلى 12 عامًا توضع من 2 إلى 3 قطرات. ومن سن 12 عامًا فما فوق توضع في الأذن 4 ــ 5 (دون ذكر قطرات). ويستخدم المنتج مرة واحدة فقط في الأسبوع لمنع تراكم شمع الأذن، 2 ــ 4 مرات في اليوم لمدة 3 ــ 5 أيام في حالة وجود شمع الأذن الزائد واحمرار وتهيج الجلد في حالة استمرار المشكلة! وواضح أن الترجمة مشوشة وغير واضحة.
أما في النص الإنكليزي، فقد كان أكثر وضوحا وجاء كالتالي: من 3 إلى 12 عامًا: ضع من 2 إلى 3 قطرات في الأذن. ومن 12 عامًا فما فوق: ضع من 4 إلى 5 قطرات في الأذن، مع إمالة الرأس إلى جانب واحد بعد وضع القطرات، وتركها تعمل لمدة خمس دقائق تقريبًا، مع إبقاء الرأس في وضع الإمالة، ثم يتم تنظيف الأذن بلطف. والاستخدام يكون مرة واحدة في الأسبوع بغرض منع تراكم شمع الأذن، ولمرتين إلى أربع مرات في اليوم لمدة 3 إلى 5 أيام في حالة زيادة شمع الأذن واحمرار الجلد وتهيجه.
* * *
هناك فرق واضح بين النصين، ولو أنه ليس بالخطير، وقد يكون هذا الفرق أكثر خطورة من الأدوية الأخرى، وأقلها عدم الاستفادة من فعالية الدواء. فالنص بالإنكليزية أكثر دقة، ويصبح الوضع بالفعل خطيرا مع أدوية محددة، وهذا ما يتطلب انتباه وزارة الصحة له، خاصة أن الرقابة الدوائية في الكويت، حسب علمنا، رقابة فعّالة، ومن سابق معرفتي وخبرتي، فإنها تعمل بكفاءة عالية.
أحمد الصراف