عبدالعزيز التميمي
رجلٌ جمعَ ما بين الرعيل الأول والجيل الذي بعده، عرفته عن قرب معرفة جيدة لا يرائي في الخير الذي يعمله خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، ولا يخشى لوم الناس في قول كلمة الحق منصفاً مع ذاته، والناس من حوله يعرفونه بالعدل والاستقامة والإيمان، يحب الخير للناس جميعاً لم تغره مغريات الدنيا.
اعتلى المنصب الوزاري مشرفاً للمنصب وليس العكس، أخلص مع ربه وتحمّل مسؤولية قسَمه الذي تعهّد به أمام الله والناس أجمعين. رفع نفسه عن التكبر والغرور والتعالي على الناس، لم يكن أمام من يطرق بابه في مكتبه الخاص سكرتيراً أو موظفاً يحول بينه وبين من يسأله الله عنهم يوم الحشر العظيم.
يده البيضاء كانت تمد الخير فلا تعرف شماله ما أنفقت يمناه، طبع في قلوب مريديه طابع خير ومحبة ووفاء. تعلّمنا منه هذه القيم التي تحلّى بها مدى حياته.
أبا عمر، رحمه الله، غني عن التعريف، يعرف كل أهل الكويت كبيرهم وصغيرهم يكنون له التوقير والمحبة والاحترام، يفتقده كل من عرفه من الناس. نشر الخير ولم يبخل أبداً في منح من حوله النصح والرأي السديد من أجمل أعماله التي استمرت سنوات وسنوات.
كتاب تعليم الصلاة شمل فيه كل المفردات المفروضة وفصل فيه عن مبطلات الصلاة، حدّد كذلك السنن والأمور المكروه والمنهي عنها حسب الكتاب والسنة في صلاة المسلم، وزّعت تلك النسخ مجاناً ودون أي عناء لمن يريده حيث كانت توضع في متناول الجميع دون استثناء في مقر الشركة في الشويخ الصناعية.
أبا عمر، رحمه الله، العم يوسف بن محمد النصف، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبق، من محبي البيئة، كان رحمه الله، يدعو للحفاظ عليها لأنها شريان الحياة التي نعيشها، خصص كتاباً خاصاً عن النخيل وكيفية المحافظة على خالتنا النخلة، أورد فيه من الألف إلى الياء لم يترك شاردة ولا واردة تخص النخيل ويحتاجها المزارعون إلا وذكرَ ذلك في كتاب النخلة.
العم يوسف النصف، سجاياه عديدة كثيرة أعجز عن سردها وأنا اليوم أحضر وداعه إلى الفردوس الأعلى مع الأولياء والنبيين والصالحين، اللهم آمين وعزائي لنفسي أولاً وآل النصف الكرام، فالبقاء لله سبحانه وتعالى وكل نفس ذائقة الموت ولا يبقى غير وجهه الكريم، فعظّم الله أجركم وصبركم على عزيزكم الغالي عند كل أهل الكويت، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وداعاً أبا عمر.