واشنطن: بدأ الرأي العام الأميركي المعارض لدعم حرب إسرائيل على غزة يُشكّل ضغوطًا على الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وآخر المواقف البارزة تمثّلت بالإضراب الذي نفذّه موظفي الحكومة الفيدرالية الذين عبّروا عن رفضهم لسياسة بلادهم تجاه هذه الحرب. فإلى جانب الناخبين الذين يناشدون الرئيس لوقف إطلاق النار في غزة، أعلن موظفون فيدراليون ينتمون لأكثر من 22 وكالة فيدرالية أميركية الإضراب عن العمل، اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على سياسات إدارة الرئيس جو بايدن في الحرب على القطاع.
يوم حداد
وكانت المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "الاتحاد الفيدرالي من أجل السلام" قد دعت إلى "يوم حداد" بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
وأكدت المجموعة أنها تمثل ما لا يقل عن 22 وكالة فيدرالية مختلفة، تشمل موظفين من البيت الأبيض ووزارات الدفاع والأمن الداخلي ووكالة الهجرة، إضافة إلى بعض موظفي إدارة الغذاء والدواء وإدارة المتنزهات وإدارة الطيران الفيدرالية ووكالة حماية البيئة.
ونقل موقع "المونيتور" عن أحد منظمي الإضراب، أن السبب وراء هذه المبادرة هو بذل كل الجهد للتأثير على سياسات إدارة بايدن بشأن الحرب في غزة، وانتقاد الانحياز الأميركي المستمر لإسرائيل رغم الفظائع والمآسي الإنسانية التي يعانيها المدنيون بعد مقتل أكثر من 23 ألف شخص خلال 3 أشهر، إضافة إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني من منازلهم.
وقال أحد منظمي الإضراب إنهم بدلاً من الاستقالة، شعروا "بالالتزام الأخلاقي والواجب الوطني"، للحثّ على التغيير من داخل الإدارة الأميركية.
ويلقي هؤلاء باللوم على البيت الأبيض في القرارات السياسية التي ينتقدونها، بما في ذلك عرقلة قرارات وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة ومبيعات الأسلحة لإسرائيل التي تجاوزت الكونغرس.
جونسون
من جهته، رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون حذّر من العواقب، مطالبًا بإقالة وطرد كل من يشارك في هذا الإضراب الحكومي.
وكتب تدوينة عبر حسابه على منصة(X)، جاء فيها: "إن أي موظف حكومي يترك وظيفته احتجاجاً على الدعم الأميركي لحليفتنا إسرائيل يتجاهل مسؤوليته ويسيء استخدام ثقة دافعي الضرائب. إنهم يستحقون الطرد".
وأضاف: "سأعمل أنا ورئيس لجنة الرقابة جيمس كومر معاً لضمان أن تبدأ كل وكالة اتحادية إجراءات تأديبية مناسبة ضد أي شخص يترك وظيفته".
حرية التعبير
ورداً على تهديدات جونسون بإقالتهم واتخاذ إجراءات تأديبية ضدهم قال منظمو الإضراب إنهم يعلنون يوم حداد على القتلى المدنيين في غزة، وإتاحة مساحة للحداد والتعبير عن الألم، وأشاروا إلى أن لديهم الحق في حرية التعبير، وبالتالي فإن هذه المبادرة الاحتجاجية تعبر عن قيمهم وقيم قطاع كبير من الشعب الأميركي.
اعتراضات
يشار إلى أن 400 موظف فيدرالي كانوا قد وجهوا رسالة مفتوحة للكونغرس، دون الكشف عن هويتهم، قالوا فيها إنهم موظفون يهود ومسلمون متحالفون ضد الحرب على غزة، وناشدوا في الرسالة رؤساء لجان الكونغرس المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، وأشاروا إلى أن أرواح الملايين من النساء والأطفال والشيوخ من المدنيين في غزة معلقة على أكتاف المشرعين في الكونغرس.
وقد ظهرت الخلافات الداخلية حول سياسة الإدارة إلى العلن مع بدء الولايات المتحدة في إرسال الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل لاستخدامها في معركتها ضد "حماس".
يُذكر أن المعارضات لسياسات الإدارة الأميركية كانت قد برزت سابقًا من خلال "قناة المعارضة" الخاصة بوزارة الخارجية، والتي تم إنشاؤها خلال حرب فيتنام.
وسبق أن كتب موظفون مجهولون من حملة إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن رسالة مفتوحة يحذّرون فيها من أن سياسته بشأن غزة قد تكلفه أصوات الناخبين.
والجدير ذكره أن أحد المسؤولين الأميركيين اللذين قدما استقالتهما، كان يعمل في مكتب وزارة الخارجية الذي يشرف على عمليات نقل الأسلحة، علنًا، احتجاجًا على ذلك.
ولقد أشار جوش بول، الذي شغل منصب مدير شؤون الكونغرس والشؤون العامة لمكتب الشؤون السياسية والعسكرية التابع للوزارة، إلى "الدعم الأعمى لجانب واحد" من قبل الإدارة، باعتباره من بين أسباب استقالته.