: آخر تحديث
80 بالمائة من مسيحيي البلاد غادروها

العراق: هكذا يستولي متنفذون على عقارات المسيحيين

45
46
40

إيلاف من لندن: كشف مسؤول عراقي مسيحي الاربعاء عن طرق يلجأ اليها متنفذون للاستيلاء على عقارات ودور المسيحيين بالتهديد والتزوير.
حيث ترك البلاد 80 بالمائة منهم وتناقص عددهم من مليون ونصف المليون شخص الى 300 فقط.
وفي محافظة البصرة الجنوبية العراقية التي يقطنها مليون ونصف المليون نسمة يسيطر متنفذون على عقارات ودور المسيحيين ممن هم خارج البلد عبر تزوير عقود سنداتهم الملكية او الضغط عليهم لأجل بيع أملاكهم بأسعار زهيدة في وقت تشهد المحافظة تناقصاً في أعداد المسيحيين فيها، والذين يعود تاريخ وجودهم في جنوب البلاد إلى منتصف القرن الثاني الميلادي.  
لكنه بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وما رافقه من انفلات أمني واقتتال طائفي فقد تراجعت أعداد المسيحيين في البصرة بشكل كبير ما دفع الكثير منهم إلى الهجرة سواء الى اقليم كردستان او سهل نينوى شمال البلاد او الى خارج العراق.

Nael (R), a deacon at the Chaldean Church of Saint Joseph, swings an incense censer during mass at the Chaldean Church of St. Joseph in Baghdad. (AFP)
نائل (على اليمين)، شماس في كنيسة القديس يوسف الكلدانية، يرفع مبخرة بخور خلال قداس في كنيسة القديس يوسف الكلدانية في بغداد.
 
تهديد وتزوير
ويؤكد رئيس لجنة الوقف المسيحي للمنطقة الجنوبية في العراق التي تضم 8 محافظات من مجموعه 18 يتكون منها العراق الاداري وائل يعقوب لشبكة "رووداو" الاعلامية العراقية في تصريحات اليوم تابعتها "ايلاف" ان "هنالك العديد من بيوت المسيحيين في محافظة البصرة، ممن يتواجد أصحابها خارج البلاد منذ السبعينيات أو الثمانينيات جرت عليهم ضغوطات من متنفذين وضعاف النفوس من أجل بيع عقاراتهم بأسعار زهيدة او تم تزوير عقود لبيع بيوتهم".

عقارات وأراض زراعية
 واشار الى ان "هذه البيوت والاراضي الزراعية تنتشر في وسط واطراف البصرة وهي مسجلة بأسماء أصحابها الحقيقيين ممن هم خارج العراق".. مبيناً أن "اصحابها يقولون انم ليسوا مرغمين على مواجهة الخطورة من اجل هذه البيوت علماً أن عقاراتهم تساوي الكثير من المبالغ لكنها تباع بأسعار بخسة بسبب الضغوط التي تمارس عليهم".
ورأى المسؤول الكنسي الجنوبية أن "المشكلة هي انه لا يوجد من ينوب عن المسيحيين في الخارج لذا ينبغي عليهم ان يقوموا بتوكيل محامين للدفاع عن ملكيتهم لهذه العقارات".. مؤكداً أنه "ليس من حق الكنيسة التدخل على اعتبار أن مهامها محصورة بادارة شؤون الرعية".
ولفت يعقوب الى أن "البعض من المسيحيين يتصلون بالكنيسة والتي بدورها تحول قضاياهم الى لجنة الوقف المسيحي التي تحاول الوصول الى حلول بالتراضي".. وقال "كحق شخصي ليس من حقنا التدخل بهذا الشأن لأننا لا نملك التوكيل".

خوف مسيحي   
 واشار الى أنه "يتم تزوير عقود البيع او الاستيلاء على هذه العقارات، لكن الناس لا تستطيع البوح بذلك"، منوهاً الى ضرورة "توعية هؤلاء الناس بأن يمنحوا الوكالات الى اشخاص مؤتمنين، سواء محامين او رجال دين في الكنائس، للقيام بدورهم في الدفاع عن حقوقهم".
 وكان التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر قد أعلن قبل ثلاث سنوات عن تنسيق مشترك بأن على صاحب اي عقار مسيحي مأخوذ أن يقدم طلباً بهذا الخصوص"، وفقاً لوائل يعقوب الذي أكد أن "العديد من العقارات عادت بهذه الطريقة في عدد من المحافظات.

 أربع كنائس فقط فعالة في البصرة
 وعن عدد الكنائس في محافظة البصرة يوضح رئيس لجنة الوقف المسيحي للمنطقة الجنوبية ان "عدد الكنائس والكاتدرائيات الفعالة والمستخدمة في البصرة هي 4 بينما يبلغ عدد غير المستخدمة 8".
 ومنه هذه الكنائس: كنيسة مار أفرام للكلدان الكاثوليك في البصرة  وكنيسة القديسة تيريزا اللاتين، وكنيسة القلب الأقدس السريان الكاثوليك، ودير راهبات التقدمة للاتين في حي مناوي باشا، وكنيسة مريم العذراء للسريان الأرثوذكس، وكنيسة الأرمن الأرثوذكس، وكنيسة الصخرة الرسولية في العشار، والكنيسة الإنجيلية المشيخية، وكنيسة السريان الكاثوليك في العشار، وكنيسة سيدة البشارة في الطويسة، وكنيسة مارتوما في البصرة القديمة، وكاتدرائية مريم العذراء اضافة الى كنيسة مريم العذراء الشرقية للاثوريين، وكنيسة الآثوريين، ودير راهبات الكلدان.

ما تبقى من مسيحيي البصرة يفكرون بهجرتها
وبشأن عدد المسيحيين في البصرة أوضح يعقوب أنه "كان سابقاً يبلغ نحو خمسة الاف شخص لكن عددهم الان انخفض الى حوالي 400 فقط  علماً أن 80% منهم يتركزون في مركز مدينة البصرة.
 ولفت الى ان "العديد منهم يفكرون بترك المحافظة والهجرة، سواء الى اقليم كردستان او خارج العراق بسبب غياب فرص العمل، والضغوط التي تمارس على البعض منهم ممن يملكون عقارات".. مينا ان "الموظفين الذين يحالون على التعاقد منهم يغادرون الى اقليم كردستان بعد بيع بيوتهم".
 
80 بالمائة من مسيحيي العراق غادروه
يشار الى ان نقص أعداد المسيحيين العراقيين بدا أكثر تسارعاً بعد عام 2003  حيث هاجر نحو مليون مسيحي منذ ذلك العام ولم يبقَ منهم إلا نحو 300 ألف أي 20 في المئة من عددهم سابقا.
وجاء هذا التناقص في اعداد المسيحيين نتيجة الاستهداف المستمر لكنائسهم وأديرتهم المنتشرة في عموم العراق جراء مظاهر الحرب الطائفية التي اندلعت في عام 2006. وبعد تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء فكانوا الحلقة الأضعف في المجتمع لعدم تسلحهم.
 تجمع الطبقة المثقفة في العراق على أن المسيحيين هم ملح الأرض العراقية الذين استوطنوا البلد قبل أكثر من 2500 عام وكانوا بناة الوطن العراقي وعنوان رحلة وجوده، بينما غيابهم يهدد السلم المجتمعي ويفقد العراق نكهته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار