إيلاف من لندن: كشفت مصادر عراقية الثلاثاء عن تحركات عسكرية أميركية على الحدود السورية العراقية لفرض منطقة أمنية عازلة وان واشنطن قد طلبت من السوداني سحب قوات الحشد الشعبي من هناك مهددة بضربات عسكرية لها ولقادتها.
وابلغ مصدر عراقي قريب من الجهات الامنية "ايلاف" ان السفيرة الاميركية في العراق ألينا رومانوسكي تقود حاليا حملة تحذيرات الى القادة العراقيين وذلك فور عودتها الى بغداد من واشنطن نهاية الاسبوع بعد ان شاركت في وفد بلادها خلال مباحثاته في واشنطن مع وفد عسكري عراقي برئاسة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي الذي اجرى حوارات مع نظيره الاميركي لويد أوستن حول مستقبل القوات الاميركية في العراق ضمن قوات التحالف الدولي لمواجهة داعش.
تهديد بضرب المليشيات وقادتها
واشار المصدر الى ان رومانوسكي قد أكدت على رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني خلال اجتماعها به الاحد الماضي بضرورة سحب مليشيات الحشد الشعبي الموالية لايران من محافظتي الانبار ونينوى غرب وشمال بغداد خلال اسبوعين لضمان عدم تعرضها لضربات عسكرية أميركية وشيكة، لاخراجها من مناطق تعد واشنطن لاعتبارها آمنة، يُمنع تواجدها فيها مع المليشيات الاخرى اللبنانية والسورية وذلك لاقامة منطقة عازلة تمتد من جنوب سوريا في درعا الى بادية الشام ودير الزور والرقة شرقي سوريا وصولاً الى الحسكة والقامشلي في الشمال الشرقي لسوريا.
ونوه الى ان هذه التهديدات قد ابلغ بها ايضاً الوفد العسكري العراقي خلال مباحثاته في واشنطن الاسبوع الماضي.
وأكد المصدر انه بناء على ذلك فان واشنطن هددت أيضا عشرة من قادة مليشيات الحشد الشعبي بضربات مباشرة اذا شاركت مليشياتهم باستفزاز القوات الاميركية سواء في سوريا أو على الحدود العراقية مع سوريا، في اشارة الى الضربات التي وجهتها مليشيات عراقية وسورية لقواتها في تلك المناطق مؤخرا.
ونوه الى انه من المتوقع ان تعلن القوات الاميركية عن بدء هذه المنطقة العازلة اواخر الشهر الحالي لقطع الامدادات العسكرية والمادية الاخرى التي تصل الى سوريا ولبنان من ايران عبر العراق.
يأتي ذلك فيما تتوارد معلومات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 72 ساعة عن تعزيزات عسكرية برية وجوية أميركية الى المنطقة المزمع اعتبارها عازلة والدفع بحوالي 3 الاف عسكري اليها.
حساب وزير عراقي
ومن جانبه اشار حساب وزير عراقي الذي يحظى بمتابعة واسعة على تطبيق تويتير ان التطورات التي شهدتها الساعات الـ72 ساعة الاخيرة بين واشنطن والميليشيات قد شهدت ارسال رسائل أميركية بضرورة عدم القيام بأي تحرك لاعاقة اقامة المنطقة العازلة ما اثار مخاوف فعلية لدى الفصائل المسلحة.
استطلاع بري أميركي
ومن جهتها نقلت مواقع اخبارية عراقية مقربة من المليشيات وقادتها عن مصدر أمني في محافظة الانبار الغربية قوله ان القوات الاميركية هناك تجري عمليات استطلاع بري قرب قواعدها العسكرية غرب الانبار وعلى الحدود السورية العراقية بعد توقف دام سنوات.
واشارت الى إن "القوات الاميركية أوقفت منذ فترة طويلة عمليات الاستطلاع البري لقواتها في مناطق صحراء الانبار الغربية واستعانت بالطائرات الحربية والمسيرات في تأمين مواقع ارتكازها في قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة التنف غربي الانبار على خلفية تعرض قواتها لهجمات عديدة".
وأضافت أن القوات الاميركية استطلعت برا المناطق الصحراوية التي تربط محافظة الانبار بمحافظة نينوى العراقيتين في خطوة لتأمين ارتالها العسكرية القادمة من المحافظات الشمالية باتجاه المناطق الغربية ومنها الى العمق السوري.
واضافت ان شخصية سياسية بارزة في الانبار اكد في وقت سابق تمركز قوة أميركية جديدة خلف منفذ القائم الحدودي مع سوريا غربي الانبار.
نقل قوات عسكرية أميركية
وكانت مصادر أمنية قد كشفت خلال الايام القليلة عن تحشيد عسكري أميركي على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا لأهداف غير معروفة وسط عمليات استطلاع بري وجوي مكثفة تجريها القوات الأميركية في هذه المنطقة.
وكان العراق والولايات المتحدة قد أكدا في ختام مباحثات عسكرية في واشنطن الثلاثاء الماضي التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وتعميق التعاون الأمني وتشكيل لجنة عسكرية عليا مشتركة لتقييم مهام قوات التحالف الدولي ومستقبلها في العراق.
يذكر ان قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة في العراق
توجد في ثلاثة مواقع رئيسية عراقية هي قاعدة عين الأسد بمحافظة الانبار الغربية وقاعدة حرير شمال مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي، اضافة الى معسكر فيكتوريا بجوار مطار بغداد الدولي.