إيلاف من لندن: بعد أيام من الغاء الحكومتين العراقية واللبنانية لسمات الدخول لمواطنيهما فقد لاحظت مصادر عراقية تدفق لبنانيين الى العراق بإشراف من الحرس الإيراني وحزب الله بهدف أعداد مجاميع قتالية وسيبرانية.
وأبلغ مصدر عراقي "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان المئات من اللبنانيين بدأوا يظهرون في المدن العراقية تحت غطاء سفرات سياحية دينية أو بذرائع البحث عن عمل في ظروف بلدهم المعيشية المتدهورة.
ومطلع الشهر الحالي قرر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلغاء تأشيرة الدخول للبنانيين الذين يزورون العراق ووجه وزارتي الخارجية والداخلية باتخاذ إجراءات رفع سمة الدخول "الفيزا" عنهم "لوجود عدد كبير من الزوار والمستثمرين اللبنانيين" استناداً الى مبدأ التعامل بالمثل بعد أن قررت الحكومة اللبنانية في ايلول سبتمبر الماضي رفع سمة الدخول عن العراقيين .
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في بيان أن "هذا القرار جاء بعد متابعات حثيثة شارك فيها إلى جانب سفارة لبنان في بغداد عدة مسؤولين لبنانيين آخرهم وزير العمل مصطفى بيرم مع الإخوة القيادات السياسية العراقية".
خلايا ومجاميع قتالية وسيبرانية
ومن جهتها قالت قناة الرافدين العراقية الناطقة بلسان هيئة علماء المسلمين العراقية السنية االمعارضة التي تبث من تركيا في تقرير تابعته "إيلاف" اليوم أن قرار السلطات العراقية برفع سمة دخول اللبنانيين إلى العراق لا علاقة له بأي دوافع اقتصادية متعلقة بالعمالة اللبنانية.
ونقلت عن مصدر سياسي عراقي لم تسمه قوله "إن مخطط دخول اللبنانيين بدون ضوابط أعد له من قبل حزب الله اللبناني وبأشراف إيراني لأعداد خلايا ومجاميع قتالية وسيبرانية من اللبنانيين والسوريين واليمنيين والأفغان فضلاً عن العراقيين في معسكرات سرية عائدة لميليشيا الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران.
تنسيق عراقي مع إيران وحزب الله
وأشار المصدر الى أن القرار أعد له منذ شهور وتم الاتفاق عليه خلال زيارة السوداني إلى طهران أواخر العام الماضي خلال اجتماع مع قيادة الحرس الثوري الإيراني بحضور ممثل عن حزب الله اللبناني.
وبين إن رفع سمة الدخول عن اللبنانيين قد سهل دخول مجاميع كبيرة من اللبنانيين والسوريين واليمنيين والافغان في رحلات معدة من قبل حزب الله اللبناني حيث سيتوجه هؤلاء مباشرة إلى معسكرات الحشد الشعبي.
وتتذرع السلطات العراقية واللبنانية بأن الهدف من رفع سمة الدخول هو لتسهيل دخول العمالة اللبنانية وهو أمر يثير السخرية داخل الأوساط الاقتصادية العراقية حيث نسبة البطالة بين الشباب العراقيين تصل الى 60 في المائة وفق الأرقام الحكومية.
وأشار المصدر الى أن تدفق أعداد هائلة من اللبنانيين على العراق تحت وطأة الحاجة الاقتصادية والبحث عن فرصة عمل يخفي خلفه مشروعًا سياسيًا يديره حزب الله اللبناني في العراق. ونوه الى أن العراقيين خريجو الجامعات يتظاهرون بالآلاف يوميًا أمام مقرات الوزارات الحكومية في العاصمة وفروعها في المحافظات بحثًا عن فرصة عمل.
وشكك المصدر في أن يكون وراء دخول هذا العدد الكبير من اللبنانيين إلى العراق الحاجة إلى العمل وحده وقال إن ثمة من يدير مشروعًا سياسيًا طائفيًا في العراق بتخطيط إيراني وبتنفيذ حزب الله اللبناني وبإدارة كبار قادة الميليشيات في الحشد.
مليشيات عراقية
وكانت قناة "إيران إنترناشونال" المعارضة التي كانت تبث من لندن ثم انتقلت مؤخراً الى أميركا بعد تهديدات إيرانية لصحافييها قد نقلت عن مصادر صحافية تأكيد اشتراك فصائل من ميليشيات الحشد من العراق إلى جانب ميليشيا حزب الله اللبناني في عمليات القمع للتظاهرات التي تجتاح عشرات المدن الإيرانية على خلفية وفاة فتاة في العقد الثاني من عمرها بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة "الآداب".
واستندت المصادر إلى معلومات موثقة عبر تسجيلات مصورة لرجال ينطقون العربية وهم يعتدون على المتظاهرين المشاركين في التظاهرات التي انتشرت في مختلف أرجاء إيران بما في ذلك العاصمة طهران إذ كانت لكنة المتحدثين بالعربية لبنانية وعراقية حيث لعب هؤلاء دورًا محوريًا في عمليات القمع أسوة بالدور المناط للقوات التابعة للشرطة والباسيج والحرس الثوري الإيراني الأمر الذي يؤكد صحة إعداد المجاميع وتدريبها في معسكرات ميليشيا الحشد وبأشراف الحرس الإيراني.
وحدة سيبرانية إيرانية
وتشن الوحدة المدعومة من إيران هجمات إلكترونية على أهداف مالية استراتيجية مثل شركات الغاز والنفط في دول الخليج.. فيما تشير التقارير إلى أن الوحدة من المرجح أن يكون مقرها في حي الضاحية الجنوبي في بيروت ولديها معدات حواسيب مشابهة لجامعة شريف في طهران.
وكانت الحكومة الايراني قد وسعد بدءاً من عام 2015 ميزانيتها للأمن السيبراني بنسبة 1200 في المئة في فترة عامين اذ تسعى طهران لان تكون المهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط وتحل محل النفوذ الأميركي في المنطقة وأن تعزيز القدرات السيبرانية للحركات والمنظمات الموالية لإيران في الشرق الأوسط سيكون أداة مهمة للحكومة الإيرانية.