إيلاف من لندن: مع تحذير أميركي ونصح روسي من مغبة أية أعمال عسكرية قد تقود المنطقة إلى الخطر، أكد الرئيس التركي، اعتزام بلاده إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا في شمال سوريا.
وقال رجب طيب أردوغان، إن "المنطقة الممتدة بعمق 30 كم بمحاذاة حدودنا الجنوبية هي منطقتنا الأمنية، ولا نريد أن يزعجنا أحد هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص".
وأضاف أردوغان حسب ما نقلت عنه وكالة (الأناضول): "نواصل بعناية الأعمال المتعلقة باستكمال خطنا الأمني على حدودنا الجنوبية عبر عمليات جديدة".
خط أمني
وقال الرئيس التركي، إن بلاده تواصل بعناية الأعمال المتعلقة باستكمال الخط الأمني على حدودها الجنوبية (شمالي سوريا) عبر عمليات جديدة.
جاء ذلك في كلمة السبت خلال مشاركته في اجتماع تشاوري لحزب العدالة والتنمية، بالعاصمة أنقرة. وأضاف أردوغان: "مزقنا الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدودنا الجنوبية من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الربيع (في سوريا) والمخلب – القفل (في العراق)".
وأوضح أنه بعد ما تم تطهير الجيش التركي من أتباع تنظيم "غولن" الإرهابي، اتخذت حكوماته خطوات عدة في سبيل جعل هذا الجيش واحدا من الجيوش المتقدمة في العالم.
ولفت إلى ارتفاع الدخل القومي للبلاد من 238 مليار دولار إلى تريليون دولار، في ظل حكومات العدالة والتنمية، في سبيل مساعيهم الرامية لزيادة رفاهية الأمة التركية.
وأشار إلى استمرار كفاح بلاده ضد تنظيم "بي كي كي PKK" الإرهابي، داخل وخارج البلاد بعزيمة وإصرار كبيرين.
ممر ارهابي
وأضاف الرئيس التركي: "مزقنا الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدودنا الجنوبية من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الربيع وقفل المخلب".
ويوم الأربعاء الماضي، قال أردوغان، في كلمة أمام أعضاء كتلة حزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان التركي إن تركيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بقرارها المتعلق بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا بشمال سوريا، و"تطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين".
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، نصح تعليقا على العملية العسكرية الجديدة التي تعتزم أنقرة القيام بها في الشمال السوري، بعدم الانخراط في وضع توقعات افتراضية بشأن العملية العسكرية التركية.
كما أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن أمل موسكو في أن تمتنع أنقرة عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تدهور خطير للأوضاع في سوريا.
تحذير بلينكن
من جانبه، كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أعلن معارضة بلاده لأي هجوم عسكري تركي على شمال سوريا، وحذر أنقرة حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من أن ذلك "سيعرّض المنطقة للخطر".
وطلب بلينكن من أنقرة التزام اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع عام 2019، بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهديداته بـ"تطهير" مدينتين في شمال سوريا من المقاتلين الأكراد.
وكانت وسائل إعلام سورية اتهمت القوات التركية، يوم الخميس الماضي، بمواصلة الاعتداء على قرى وبلدات في ريف الحسكة الشمالي، ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصادر محلية أن "قوات الاحتلال التركي والإرهابيين المدعومين منها قصفوا بالمدفعية قريتي أم حرملة ودادا عبدال شمال بلدة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي الغربي".
ولفتت تلك المصادر إلى أن الاعتداء "أسفر عن خسائر مادية في ممتلكات المدنيين والحقول الزراعية والبنى التحتية".