: آخر تحديث

برميل بارود في طهران: هل ينجو النظام من الانفجار؟

3
2
3

في تطور جديد يعكس مدى التخبط داخل النظام الإيراني، أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يوم الخميس 13 آذار (مارس) (٢٣ اسفند)، عن احتمال إجراء مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي عبر سلطنة عمان. وقال عراقجي إنَّ "هناك فكرة جديدة لحل المسائل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، في تناقض صارخ مع تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي قبل أيام فقط، حيث رفض رفضًا قاطعًا أي نوع من التفاوض.

تخبط النظام وسط أزمة متفاقمة
النظام الإيراني يعيش اليوم واحدة من أخطر مراحله، حيث تتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويزداد السخط الشعبي الذي يهدد استمرار النظام برمته. التصريحات المتناقضة من قادة النظام ليست سوى انعكاس لحالة الفوضى والارتباك التي تعيشها السلطة في ظل الضغوط المتزايدة داخليًا وخارجيًا.

الاقتصاد الإيراني ينهار، مع انخفاض غير مسبوق في قيمة العملة الوطنية، وارتفاع التضخم، وتزايد البطالة، مما أدى إلى موجات متصاعدة من الإضرابات والاحتجاجات الشعبية. نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني قوله إن "البلاد أشبه ببرميل بارود والمزيد من الضغوط الاقتصادية قد يكون الشرارة التي تشعله". وأوضح المسؤول أن اجتماعات رفيعة المستوى عُقدت لمناقشة احتمال اندلاع احتجاجات واسعة النطاق، مما يعكس حالة الذعر في دوائر الحكم.

خامنئي يرفض التفاوض ثم يعود إليه
قبل أيام فقط، أعلن خامنئي رفضه القاطع لأي مفاوضات، زاعمًا أن "التفاوض مع القوى الكبرى ليس سوى وسيلة لفرض الإملاءات". وقال في خطاب علني أمام مسؤولي النظام: "التفاوض بالنسبة لهم ليس لحل القضايا، بل هو أداة للضغط وفرض شروط جديدة". لكنه لم يوضح ما إذا كانت إيران تمتلك فعلًا القدرة على مقاومة هذا الضغط المتزايد.

ولكن لم تمر سوى أيام قليلة حتى جاء إعلان عراقجي، ما يكشف عن التناقض الصارخ داخل أروقة النظام. هذا التراجع السريع يُظهر أن خامنئي ونظامه يدركون جيدًا أن الخيارات أمامهم محدودة، وأن التشبث بالرفض التام قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل كارثي.

خيارات خامنئي: بين تجرع كأس السم والانفجار
يواجه خامنئي اليوم خيارين أحلاهما مرّ:

- القبول بالمفاوضات وابتلاع كأس السم: أي دخول إيران في مفاوضات جديدة سيُعتبر هزيمة سياسية، وسيكشف ضعف النظام أمام الضغوط الدولية. كما أنه قد يؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات الداخلية، حيث سيفهم الشعب أن النظام أُجبر على تقديم تنازلات، مما قد يُشجع على مزيد من التحركات لإسقاطه.

- التشبث بالرفض ومواجهة الانفجار الشعبي: إذا استمر النظام في موقفه المتشدد، فإن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ستصل إلى نقطة الانفجار، مما قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة عارمة مدعومة من وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي‌ خلق الإیرانیة التي باتت تلعب دورًا متزايدًا في تنظيم الاحتجاجات وتوجيهها.

نهاية محتومة
سواء قرر خامنئي الدخول في المفاوضات أو اختار القمع والمواجهة، فإن النتيجة النهائية واحدة: النظام الإيراني يقترب من نهايته الحتمية. في حال قبوله التفاوض، سيفقد السيطرة وسيفتح الباب أمام انتفاضة كبرى تطيح به. وإذا رفض واستمر في سياسة القمع، فإن الانهيار الاقتصادي والاجتماعي سيؤدي إلى ثورة شعبية لا يمكن احتواؤها.

إيران اليوم تقف على صفيح ساخن، وخامنئي بات محاصرًا بين خيارين كلاهما يقود إلى نهايته المحتومة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف