إيلاف من لندن: حذرت الامم المتحدة من تفجر غضب شعبي في العراق في أي لحظة نتيجة الانسداد السياسي وشددت على أن البلاد ليست بحاجة لزعماء مسلحين ولدبلوماسية الصواريخ من الجيران.
وقالت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت في احاطة عن الأوضاع العراقية أمام مجلس الأمن مساء الثلاثاء أن الجوانب السلبية من الحياة السياسية العراقية ما زالت تعيد نفسها في حلقة مستمرة على ما يبدو من سياسة المحصلة الصفرية.
غضب شعبي
وأضافت بلاسخارت أن العراقيون لا يزالون بانتظار طبقة سياسية تسعى، بدلاً من الاكتفاء بمعارك السلطة التي عفا عليها الزمن، إنهم بانتظار طبقة سياسية تسعى إلى أن تشمر عن سواعدها لإحراز تقدم في تحقيق القائمة الطويلة من الأولويات المحلية المعلقة في العراق.
وبينت أنه صحيح أن العراق ليس البلد الوحيد الذي يواجه عملية مطولة لتشكيل الحكومة، لكن من الأفضل للقادة السياسيين في العراق ألّا يختبئوا وراء هذه الحجة، حيث إنها تصرف الانتباه عمّا هو على المحك لأن هذه الذريعة تبرر الانسداد السياسي في الوقت الذي تطلق الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة الصواريخ بحريّة واضحة وتنجح في الإفلات من العقاب فهذه الذريعة تبرر الجمود السياسي بينما يتعرض عامة الناس للمعاناة إنها تبرر المأزق السياسي بينما يمكن للغضب المتصاعد – الغضب الشعبي أن يندلع في أية لحظة.
إدارة مستمرة للأزمات
ودعت الممثلة الاممية الى برنامج يركز على تقديم خدمات مناسبة لكافة المواطنين ووضع حد للفساد المستشري وظاهرة الفئوية والنهب لمؤسسات الدولة وتأسيس نظام حكم يمكن التنبؤ بمساراته بدلاً من الإدارة المستمرة للأزمات وكبح جماح الجهات المسلحة غير التابعة للدولة، مع تأكيد سلطة الأخيرة.
وأشارت إلى أن للتقاعس السياسي في العراق ثمن باهظ، ليس على المدى القصير لمن هم في السلطة، ولكن لأولئك الذين يسعون جاهدين لتأمين معيشتهم من يوم لآخر.
العراق ليس حديقة خلفية
وأضافت بلاسخارت انه مع إعلان فيلق الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن إطلاق ما يصل إلى اثني عشر صاروخاً بالستياً قصير المدى في الساعات الأولى من يوم الأحد 13 آذار/مارس الماضي بدأ فصل آخر مثير للقلق وبينمافيما منوهة الى أنه وصف الحرس الموقع المستهدف في أربيل بأنه يمثل "المركز الاستراتيجي للتآمر والأعمال الشريرة للصهاينة"، لم يتم العثور على أي دليل يثبت مثل تلك المزاعم. ويُعرف الموقع المستهدف بأنه منطقة مدنية عبارة عن مجمع خاص.
وشددت على أن العراق يرفض عن وجه حق، فكرة أنه يمكن معاملته بمثابة الفناء الخلفي للمنطقة حيث ينتهك الجيران وغيرهم بشكل متكرر سيادته وسلامة أراضيه ومن الأمثلة الأخرى على ذلك عمليات القصف التركي والإيراني المستمرة في الشمال.
وحذرت من أن يصبح القصف بالقذائف والصواريخ عبر الحدود هو الوضع الطبيعي الجديد للعراق؟ هذه طريقة خطيرة للغاية لتعزيز المصالح، وهي طريقة تزيد من إضعاف الدولة العراقية.
دبلوماسية الصواريخ
وأشارت المبعوثة الأممية إلى أنه بالحديث عن الجهات المسلحة التي تمارس نشاطها خارج نطاق سيطرة الدولة والتي تشكل سمة من سمات الوضع العراقي اشارت بلاسخارت الى إن عمليات الإطلاق الطائش للصواريخ، تنذر بالخطر وهي أفعال غير مبررة. وتهدف هذه الهجمات الى تقويض أمن العراق واستقراره ضمن وضع ما بعد الانتخابات، والذي يتسم أصلاً بالتقلب الشديد والشحن السياسي.
وقالت إن الحقيقة هي: أن "إرسال الرسائل بإطلاق القذائف"، "دبلوماسية الصواريخ" - هذه هي أفعال متهورة، مع ما قد يترتب عليها من عواقب مدمرة محتملة. وكذلك، ودعوني أؤكد، إن العراق ليس بحاجة الى حكام مسلحين ينصبون أنفسهم زعماءً.. مشددة على الأهمية البالغة لتأكيد سلطة الدولة فإذا كان الجناة معروفين، ينبغي تشخيصهم، وهذا ضروري لترسيخ سيادة القانون.
خطر التصحر
ونوهت بلاسخات إلى أنه بينما لا تعد العواصف الترابية أو الرملية بحد ذاتها ظاهرة جديدة على العراق إلا أن الموجة الحالية من العواصف تفوق بكثير ما خَبِرَهُ العراق في السنوات الأخيرة اذ اصبح التصحر مصدر قلق رئيسي حيث يعاني من عواصف ترابية ورملية شديدة حجبت السماء ودفعت الناس إلى السعي للبحث عن مأوى، بل وحتى تسببت في مرض أشخاص أو موتهم.
وحذرت من ان هذه العواصف ستصبح أكثر تواتراً وقالت إن استمرار التقاعس عن عمل شيء -في هذا الصدد سيكون له ثمن باهظ.
وشددت بالمبعوثة الاممية في الختام على أهمية التغلب على حالة الجمود السياسي، إذ أن القضايا المحلية المهمة آخذة بالتفاقم بسبب الآثار المستمرة للجائحة والتوترات الجيوسياسية العالمية. وقالت يجب الآن أن تسود إرادة صادقة وجماعية وعاجلة لحل الخلافات السياسية لكي تمضي
البلاد قدماً وتلبي احتياجات مواطنيها.