عبده الأسمري
في صوته اكتمل «الإبداع» بدراً في سماء «التلاوة» وفي إمامته تجلى «الإمتاع» جهراً في أفق «الترتيل» فكان الإمام «الهمام» الذي وزع «عبير» في أرجاء البيت العتيق بأداء «حقيق» وعطاء «وثيق» أطرب الآذان وأمتع الأسماع.
رتب «مواعيد» المهارة على أسوار «الجدارة» وأتم وعود «الموهبة» من وقائع «الهبة» مولياً همته شطر «السمو الديني» جامعاً «توقيت» الزمان مع «صيت» المكان ليعتلي «هرم» الذائقة بواقع «الاستثناء» ووقع «الثناء».
استبق «محطات» العمر بسبق «الكفاءة» في «حصاد» قويم جنى منه «ثمار» المقام واقتدار «المهام».
إنه إمام الحرم المكي والمشرف على برنامج التوعية الدينية في رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ بدر بن محمد التركي أحد أبرز الأئمة والقراء في الوطن والعالم الإسلامي.
بوجه «قصيمي» تملؤه سمات «الوقار» وتسكنه ومضات «التقوى» وعينان تسطعان بنظرات «اللطف» ولمحات «التواد» وتقاسيم مألوفة يسطع منها «ضياء» التدين ويتجلى وسطها «أمضاء» اليقين وأناقة تعتمر «البياض» العامر الذي يتكامل مع «محيا» زاخر بطيب الحضور وجميل التواجد وشخصية تنبع منها إضاءات «الفضائل» وتتعالى فيها إمضاءات «المكارم» وصوت مزيج من «حلاوة» الترتيل و»طلاوة» التلاوة مسجوع بلحن «قويم» قوامه «آيات» القرآن الكريم ومقامه سور «الفرقان العظيم» وصدى «شجي» تتبارى فيه «المفردات» بنغمة فريدة تتواءم فيها «مخارج» الحروف مع «معارج» اللفظ لتنطلق في «تلاوة» زاخرة بالسكينة توزع رياحين «الاستماع» وعناوين «الإنصات» قضى التركي من عمره عقودا وهو يملأ محاريب «المساجد» بجميل العطاء ويبهج منابر الجامع برونق الكلم إماماً وخطيباً نال شرف «الإمامة» وحظي بفخر «الخطابة» وبنى «صروح» السمعة على «أركان» من الشواهد وعلى «أسس» من «المشاهد» التي كان فيها «نجماً» ساطعاً في أفق الذكر و»وجهاً» حاضراً في جهر «الشكر» في «بريدة» عاصمة «القصيم» الغناء بتخريج «الأئمة والخطباء» والفياضة بسير «القامات» وفصول «المقامات» ولد عام 1404 في نهار شتوي حمل في ساعاته «وميض» البشرى التي ازدانت بها «منازل» الطيبين وابتهجت بها «دور» الساكنين وامتلأ منزل والده الوجيه بصيب «المباركة» وغيث «المشاركة».
تفتحت عينا «الطفل النابه» على أسرة كريمة وسلالة فاضلة ما بين «أب كريم» غمر وجدانه بعميق «التربية» و»أم عطوفة» أنارت دربه بوقائع «الأدعية» وتجلل بمشهد «التدين» القائم على «الاتزان» والمتعامد على «الوسطية» وأنصت «طفلاً» إلى نصائح «يومية» نثرت في طريقه «مشاعل» الالتزام ورسخت في ذهنه «مفاهيم» الانضباط فكبر وفي فؤاده مناهج «الرقي» وفي داخله منهجيات «السمو».
تعتقت نفسه بنسائم «الخشوع» في واجب «العبادات» وتشربت روحه نفائس «الهجوع» في وجوب «الطاعات» متجاذباً مع «أجواء» دينية تسربت الى أعماقه وترددت في آفاقه.
ركض التركي مع «أقرانه» بين بيوت «الطين» في أسواق بلدته القديمة مراقباً «الفرح» في سحن «العابرين» على عتبات «الرزق» ومرتقباً «البهجة» في حكايات «السائرين» على بوابات «التعلم» وترسخت في ذاكرته فلول «طلبة العلم» المرابطين أمام حلقات «التحفيظ» وحول مواقع «الدروس» والتي اقترنت بتاريخ عشيرته «المشهورة» بالعلماء والفضلاء.
انجذب «التركي» مبكراً إلى تلك «التلاوات» العطرة التي تعطرت بها أنفاسه طفلاً أمام معلميه وظل يستنبط منها «معاني التفسير» و»بلاغة المعنى» و»براعة القول» فامتلأ قلبه برياحين «القرآن الكريم» وحفظه في سن باكرة وقرأ ختمته «مجودة» على كبار الشيوخ في مدينته ونال «الدرجات العلى» في جودة «الحفظ» وإجادة «التجويد».
انتظم التركي في التعليم العام ودرس الصف الأول الابتدائي في مدرسة الإمام مالك عام 1411هـ، ثم انتقل إلى مدرسة الإمام ابن تيمية ودرس بها من الصف الثاني حتى السادس الابتدائي ثم التحق بالمعهد العلمي في بريدة وأتم فيه مرحلتي المتوسطة والثانوية خلال عامي 1417 - 1423هــ.
ولأنه مسكون بالعلا فقد التحق بكلية الدعوة بجامعة الإمام محمد بن سعود وحصل منها على درجة البكالوريوس عام 1433 وحصل على درجة الماجستير من المعهد العالي للدعوة والاحتساب عام 1442هـ وكان عنوان البحث المقدم (الاحتساب على مخالفات المصاب). وحصل على إجازة في القراءات العشر من كبار القراء.
انتظم التركي في الحياة العملية حيث تعين في جامعة القصيم لمدة ثماني سنوات من عام 1431هـ وحتى عام 1439هـ، ثم انتقل بعدها للعمل على وظيفة إدارية في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعين التركي مؤذناً في مسجد الشيخ صالح البليهـي في بريدة من عام 1421هـ وحتى 1423هـ، ثم كُلف إماماً للمسجد نفسه حتى عام 1429هـ.
انتقل بعدها إلى جامع عمر بن عبدالعزيز في بريدة إماماً، وفي عام 1431هـ أضيفت له مهمة الخطابة في نفس الجامع حتى نهاية عام 1436هـ.
ثم انتقل التركي للعمل إماماً وخطيباً في جامع الشيخ عبدالله النصيان إماماً وخطيباً، ومكث فيه حتى عام 1439هـ، حيث كلف بإمامة وخطابة جامع والدة الأمير بندر بن عبدالعزيز رحمه الله في مدينة الرياض.
تم تكريم التركي وتتويجه بعدد من الجوائز حيث حاز على جائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره عام 2014 وحصل على جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 2015 وسجل العديد من التسجيلات الصوتية لتلاوة القرآن الكريم.
وقد حصل التركي على إجازة بالسند المتصل برواية الإمام عاصم برواية شعبة بن عياش وحفص بالقراءة والإقراء وقام بتسجيل ختمة كاملة لإذاعة القرآن الكريم عام 1441هــ، بإشراف من الشيخ المقرئ أحمد خليل شاهين وسجل عددا من «التلاوات» في عدد من إذاعات القرآن الكريم في دول الخليج وغيرها.
وقرأ وحفظ عددا من المتون العلمية في العقيدة ومصطلح الحديث والتجويد والآداب. وكتب عددا من الأبحاث العلمية في مجال الدعوة والاحتساب.
وفي عام 1445 صدر الأمر الكريم بتعيينه أماماً في الحرم المكي ثم تم تكليفه مشرفاً على برنامج التوعية الدينية في رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
يتمتع التركي بأسلوب بديع في القراءة المنفردة النابعة من «مخزون» مهاري والمنطلقة من «مكنون» ذاتي واضعاً أسمه في أزهى وأجمل «مناصب» الأرض إماماً يؤم «الملايين» من كل أصقاع العالم في أطهر بقعة على وجه الأرض مشكلاً سيرته «الناصعة» بشواهد «الإمام» الهمام ومشاهد «القارئ» الاستثنائي في صحن «الطواف» وإمام الكعبة المشرفة في «مهمة» الشرف الأعلى تتويجاً والفخر الأسمى تكريماً.
الشيخ بدر التركي.. وجه «الابداع» ونجم «الترتيل» وصوت «التميز» والاسم «المشرق» في صفحات «الإمامة» و»الرقم» الصعب في قوائم «القراء»..