ابوظبي: التقى رئيس الإمارات الجديد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأحد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فيما يتوافد قادة العالم إلى أبوظبي لتقديم العزاء في وفاة سلفه الشيخ خليفه.
وقدّم ماكرون، في أول زيارة خارجية له بعد أسبوع من إعادة انتخابه، تعازيه للشيخ محمد الذي كان حاكما فعليا لبلاده خلال فترة مرض الشيخ خليفة الطويلة، قبل أن يعقدا جلسة مباحثات مغلقة.
وأعقبه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي قدّم تعازيه بوفاة الشيخ خليفة وتهنئته لتولي الشيخ محمد رئاسة بلاده، على ما أفاد مسؤول وكالة فرانس برس.
وأرسلت الملكة إليزابيث تهنئة للشيخ محمد بتوليه منصبه الجديد.
ومن المقرر أن يلتقي الشيخ محمد الرئيس الإسرائيلي وملك إسبانيا الأحد، قبل أن يلتقي نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ووزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الإثنين.
ويعكس توجه أبرز قادة العالم إلى عاصمة الدولة الخليجية الغنية بالنفط لتقديم العزاء في رئيسها الراحل البلاد السابق النفوذ المتزايد الذي تلعبه في الشرق الأوسط بفعل ثروتها ومواردها النفطية وموقعها الاستراتيجي.
والاحد زار الامارات ايضا أمير قطر وملك البحرين ورؤساء ألمانيا وأندونيسيا من بين أكثر من 20 مسؤولا آخرين.
وكان الشيخ محمد (61 عاما) بمثابة الحاكم الفعلي لبلاده منذ العام 2014، بعدما اضطر المرض أخيه غير الشقيق الشيخ خليفه (73 عاما) للابتعاد عن دائرة الحكم والظهور في مناسبات نادرة فقط. ولم يُعلن بعد سبب وفاته.
وتحت قيادته غير الرسمية، برزت الإمارات كبلد قيادي ومحوري في الشرق الأوسط الذي أعيد تشكيله خلال العقد الماضي، فطبعت علاقاتها مع إسرائيل وانضمت لتحالف بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وأجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده، اتصالا لتهنئة الشيخ محمد، فيما كتب رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي على تويتر مشيدا ب "القيادة الحيوية وصاحبة الرؤية" للرئيس الجديد.
وأرسل الرئيس الصيني شي جينبينغ تهانيه إلى الشيخ محمد متعهدا "بتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين البلدين الآسيويين.
واُنتخب الشيخ محمد بن زايد الأحد لقيادة بلاده بالإجماع من قبل حكام الإمارات السبعة للبلد الخليجي الثري، في اختيار كان متوقعا على نطاق واسع.
أعلنت الإمارات الحداد أربعين يوما اعتبارا من الجمعة وتنكيس الأعلام بالإضافة إلى تعطيل العمل "في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام"، حدادا على الشيخ خليفة الذي تولى الحكم في 2004.
وعلّقت السعودية الأنشطة الرياضية والترفيهية لثلاثة أيام فيما أعلنت عدة دول فترات حداد.
وقال قصر الإليزيه في بيان إنّ ماكرون أعرب خلال لقائه مع الشيخ محمد عن "خالص تعازيه لأسرته والشعب" في وفاة الشيخ خليفة. وأضاف البيان أنّ "الإمارات العربية المتحدة شريك استراتيجي لفرنسا، وهي حقيقة تؤكدها درجة تعاوننا في مجالات متنوعة مثل الدفاع والثقافة والتعليم".
ويُأمل أن تساعد زيارة بلينكن وهاريس الإثنين في في ترميم العلاقات، التي توترت إثر حلول الرئيس جو بايدن محل دونالد ترامب على رأس السلطة في البيت الأبيض.
ويختلف البلدان حول علاقات أبوظبي الوثيقة مع روسيا وإعادة واشنطن المباحثات النووية مع إيران، التي تتهمها دول الخليج بزعزعة استقرار المنطقة.
ويقوم ماكرون وجونسون بثاني زيارة لهما لأبوظبي خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفشل جونسون خلال زيارته في آذار/مارس في إقناع قادة الإمارات والسعودية بضخ مزيد من النفط لتخفيف الأسعار التي ارتفعت على وقع الحرب في أوكرانيا.
ووقعت الإمارات عقدا كلفته 14 مليار يورو لشراء 80 مقاتلة رافال خلال زيارة ماكرون في كانون الأول/ديسمبر.