وارسو: وصف الرئيس الأميركي جو بايدن السبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالـ"جزّار" خلال لقائه لاجئين أوكرانيين في وارسو السبت.
وردًا على سؤال حول رأيه "بفلاديمير بوتين نظرًا لما يفعله بهؤلاء الناس"، قال بايدن "إنه جزّار"، فيما كان يتم بث اللقاء بشكل مباشر على عدة قنوات تلفزيونية من الاستاد الوطني في وارسو.
وليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس الأميركي كلمات قاسية بحق بوتين الذي يعتبر المسؤول الرئيسي عن الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي خلف آلاف القتلى. ووصف بايدن مؤخرا بوتين مرتين بأنه "مجرم حرب".
وعانق بايدن فتاتين لاجئتين وقد بدا متأثرا عند لقائه باللاجئين - وبينهم شخصان قالا إنهما من ماريوبول، الميناء الذي دمره القصف الروسي في جنوب شرق أوكرانيا.
وبعد زيارة مركز استقبال أقيم في الملعب، وصف الأطفال الصغار الذين التقاهم بأنهم "رائعون" وقال إنهم طلبوا منه الدعاء "لوالدهم وجدهم وشقيقهم".
وأشار إلى أنه "يعرف جيدًا ما يعنيه وجود شخص عزيز في منطقة حرب"، في إشارة إلى نجله بو بايدن الذي قاتل في العراق وتوفي عام 2015 بمرض السرطان.
بايدن
قال الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره البولندي أندري دودا خلال زيارة إلى وارسو إن الولايات المتحدة تعتبر البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع المشترك "واجبًا مقدسًا".
وأضاف لدودا: "يمكنكم الاعتماد على ذلك... من أجل حريّتكم وحريّتنا"، فيما قال الرئيس البولندي إن مواطنيه يشعرون "بتهديد كبير" من جراء النزاع الدائر في أوكرانيا.
واستعاد بايدن في تصريحه عن الحرية مقولة كانت سائدة إبان الانتفاضة البولندية على الاحتلال الروسي تستخدم في سياق إظهار أن التمرد على الإمبراطورية الروسية يرمي إلى تحرير الشعبين البولندي والروسي من طغيان القياصرة.
وقال بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان "يعوّل على انقسام حلف شمال الأطلسي"، مشددا على أن هذا الانقسام لم يقع.
دودا
من جهته، أكد الرئيس البولندي أن العلاقات البولندية-الأميركية "مزدهرة" و"تعزّزت بشكل كبير" بزيارة الرئيس الأميركي، مشددا على أن بولندا حليفة "حقيقية" للولايات المتحدة.
وتطرّق دودا إلى تعاون مستقبلي مع شركات أميركية في مشاريع لبناء محطات نووية في بولندا، معربا عن أمله بمشاركة شركات طيران بولندية في بناء مروحيات أميركية من طراز "بلاك هوك".
التقى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت في وارسو وزيرين أوكرانيين ولاجئين فروا من الغزو الروسي لبلادهم، غداة إعلان الجيش الروسي تركيز هجومه على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وشارك بايدن في لقاء غير رسمي مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ووزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
زيلينسكي
من جانبه اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت روسيا بتأجيج سباق تسلح خطير بتلويحها باستخدام السلاح النووي، خلال مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر سياسي في الدوحة.
وطالب الرئيس الأوكراني قطر بزيادة انتاج مواردها من الطاقة وخصوصا الغاز للتعويض عن إمدادات الطاقة الروسية والتصدي للتهديدات الروسية باستخدام الطاقة "لابتزاز العالم".
ميدانيا، أكدت رئاسة أركان الجيش الأوكراني في بيانها الأخير فجر السبت "إلحاق خسائر جسيمة بالمحتل الروسي" في منطقة دونيتسك ولوغانسك، أكبر مدينتين في دونباس حيث أعلنت موسكو تركيز هجومها من الآن فصاعدا. وأعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية إسقاط ثلاث طائرات وتدمير ثماني دبابات ومقتل حوالى 170 جنديا من الجانب الروسي.
الدفاع الروسية
من جهتها أفادت وزارة الدفاع الروسية عن معركة للسيطرة على قريتي نوفوباخموتيفكا ونوفوميخايليفكا قرب دونيتسك.
كما ذكرت الوزارة أن صواريخ من طراز كاليبر دمرت مستودع اسلحة وذخائر في منطقة جيتومير قرب قرية فيليكي كوروفينتسي إلى غرب كييف في 25 آذار/مارس، كما أصيب مستودع وقود قرب مدينة ميكولاييف (جنوب) بحسب المصدر ذاته.
وينبغي مقاربة هذه الأرقام بحذر في ظل حرب المعلومات الشديدة الجارية بين الطرفين، وسط صعوبات كبرى في التثبت مما يجري على الأرض من مصدر مستقل، بعد أكثر من شهر على بدء الغزو الروسي.
ويخيم غموض على مصير الجنرالات الروس الذين قتلوا في أوكرانيا وعددهم سبعة بحسب كييف، وآخرهم الجنرال ياكوف ريزانتسيف وفق مسؤولين غربيين طلبوا عدم كشف اسمائهم، فيما أقرت موسكو بمقتل جنرال واحد.
كما ذكرت المصادر أن جنرالا آخر هو فلاديسلاف يرشوف أقيل من مهامه بقرار من الكرملين بسبب الخسائر الفادحة في صفوف القوات الروسية، في وقت تحدثت وسائل إعلام أوكرانية عن "حملة تطهير" على ارتباط بالخسائر الروسية. لكن هذه المسألة أيضا تبقى غامضة.
وفي هذا السياق، ظهر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لأول مرة منذ أسبوعين، في مشاهد تم بثها السبت في روسيا، بعدما أثار غيابه تساؤلات عمل الكرملين على تبديدها. كما نفت موسكو تكهنات حول وضعه الصحي.
واعلنت وزارة الدفاع السبت ان المعلومات عن "تعرض سيرغي شويغو لنوبة قلبية اضطرته الى عدم الظهور علنا خاطئة تماما".
استمرار الهجوم الروسي
وخارج منطقة دونباس، يتواصل الهجوم الروسي.
في محيط كييف حيث أعلن رئيس البلدية حظر تجول يوميًا من الثامنة مساء (18,00 ت غ) حتى السابعة صباحًا ( 05,00 ت غ)، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أن المعارك متواصلة "لصد هجوم العدو"، مشيرة إلى أن خط الجبهة لم يتحرك.
وتؤكد قوات كييف مواصلة هجومها المضاد على خيرسون بجنوب البلاد، المدينة الكبرى الوحيدة التي احتلتها القوات الروسية بالكامل.
في خاركيف، ثاني أبرز مدينة في أوكرانيا، يبدو أن السكان قد استسلموا للقصف المتواصل.
وقالت أنّا كولينيشينكو "أنا من خاركيف، وليس لدي أي مكان آخر أذهب إليه. لذا، ما الفائدة من المغادرة؟"
وتضيف "إذا سقطت قنبلة، سنموت على كلّ حال".
سيطرت القوات الروسية على مدينة سلافوتيتش التي يقطنها أفراد طاقم منشأة تشرنوبيل النووية واحتجزت رئيس بلديتها ما أثار احتجاجات، وفق ما أعلن مسؤولون أوكرانيون السبت.
وأُفرج عن رئيس البلدية يوري فوميتشيف في وقت لاحق السبت، لافتًا لوكالة فرانس برس عبر الهاتف إن "كلّ شيء على ما يرام".
مواقف
وعلى تطبيق إنستغرام أعلنت الإدارة العسكرية لمنطقة كييف التي تدخل المدينة ضمن نطاقها أن "قوات الاحتلال الروسية غزت سلافوتيتش واحتلت المستشفى البلدي".
وأعلنت المسؤولة عن شؤون حقوق الإنسان في أوكرانيا ليودميلا دينيسوفا عن منع عبور قافلة إنسانية من مدينة ماريوبول المحاصرة وعلى متنها سيارات إسعاف تحمل أطفالاً جرحى، عند نقطة تفتيش روسية، ما أدّى إلى زحمة على طول عدة كيلومترات.
وأضافت أن الروس "يقومون بتفتيش شامل للعابرين على نقاط تفتيشهم ويضعون عقبات أمام حركة القافلة".
وقتل أكثر من ألفي مدني بحسب بلدية المدينة الساحلية الإستراتيجية الواقعة على بحر آزوف. وقال زيلينسكي أن حوالى مئة الف من سكان المدينة ما زالوا محاصرين فيها وسط انقطاع كل احتياجاتهم.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الجمعة أن فرنسا وتركيا واليونان ستنفذ "عملية إنسانية" لإجلاء مدنيين من ماريوبول "في الأيام المقبلة".
وفر أكثر من 2,2 مليون شخص منذ 24 شباط/فبراير إلى بولندا هربا من النزاع، بحسب حرس الحدود البولنديين، من أصل حوالى 3,7 ملايين بينهم 1,8 مليون طفل لجأوا إلى الخارج وفق أرقام الأمم المتحدة.