بروكسل: نجح الرئيس الأميركي جو بايدن في إظهار وحدة صف بين العديد من القادة الغربيين في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا خلال ثلاث قمم شارك فيها في بروكسل الخميس.
لكن النتائج العملية المحدودة للاجتماعات المتتالية مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي ومجموعة السبع، أكدت على الخيارات المحدودة التي تمتلكها العواصم رغم تحالفها الوثيق في مواجهة موسكو.
وخلال لقائه رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال أكد بايدن أن "أهم ما ينبغي علينا القيام به في الغرب هو وحدة الصف".
وحذر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "كان يراهن على انقسام" الحلف الأطلسي في وقت تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والحلفاء على تعزيز العقوبات على روسيا على خلفية هجومها العسكري.
وقال بايدن إن بوتين "يفضل مواجهة 30 دولة مستقلة على مواجهة 30 دولة موحدة"، متعهدا السعي "لوحدة تامة وكاملة بين الديموقراطيات الكبرى".
وحتى الآن وبمعزل عن الدعم الخطابي لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن الوحدة الغربية تجلت من خلال سياسة فرض العقوبات.
وفرضت كل من واشنطن ولندن وبروكسل عقوبات اقتصادية على روسيا وسارعت في نفس الوقت إلى إرسال شحنات من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات إلى المدافعين عن أوكرانيا.
غير ان الدول الأوروبية الكبرى لم تتخذ إجراءات تستهدف إمدادات الغاز الروسي خشية تداعيات على أمن الطاقة لديها.
ورغم الصورة اللافتة للقادة في الاجتماعات الثلاثية في بروكسل، لم يعلن أي قرار جديد يذكر بشأن تدابير جريئة.
وفي أي حال فإن القيود المالية غير المسبوقة التي فرضت على موسكو لم تنجح في ردع بوتين عن قصف مدن أوكرانية.
وردا على سؤال أحد الصحافيين بشأن هذا الواقع لم يخف بايدن استياءه.
وقال "لنصوب الأمر" مضيفا "تذكرون، إن كنتم تتابعونني منذ البدء، أنني لم أقل في الحقيقة أن العقوبات ستردعه. العقوبات لا تردع. تستمرون في الحديث عن هذا الأمر".
وأوضح أن العقوبات التي أعلنها قادة الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي لم تهدف للتصدي للغزو الروسي إنما لـ"زيادة المعاناة" على نظام بوتين.
أضاف "طلبت عقد اجتماع الناتو اليوم للتأكد من أننا بعد شهر سنواصل ما نفعله".
تابع "ليس فقط الشهر القادم والشهر الذي يليه لكن للفترة المتبقية من هذا العام. هذا ما سوف يوقف" بوتين.
وعكَس البيان المشترك الصادر عن بايدن و27 من القادة الاوروبيين هذا التصميم المشترك.
وقال إن القادة "قاموا بمراجعة جهودهم المتواصلة لفرض تكلفة اقتصادية على روسيا وبيلاروس، واستعدادهم لتبني تدابير إضافية ووقف أي محاولات للالتفاف على العقوبات".
وأكد مسؤول في البيت الأبيض إن القادة عبروا عن "استمرار دعمهم للعقوبات والمساعدات الإنسانية، مع رسالة قوية تعبر عن الوحدة بين ضفتي الأطلسي والحاجة لمواصلة النهج".
وأضاف أن "الرئيس بايدن عقد لقاء وديا مع قادة الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع المجلس الليلة وصافح كل زعيم تقريبا في الغرفة وتحدث لفترات أطول مع العديد منهم".
لكن بعد شهر على هجوم بوتين الذي وصفه بايدن ب"مجرم حرب"، لم تصدر تعهدات لافتة بفرض إجراءات اكثر تشددا.
ودعا زيلينسكي القادة الأوروبيين لوقف واردات النفط والغاز من روسيا، التي تمول جهود الحرب بمئات ملايين الدولارات يوميا.
غير أن مسؤولين أميركيين يقرون بأنه فيما أن الولايات المتحدة دولة مصدرة للطاقة ويمكنها تحمل وقف الواردات الروسية، فإن العديد من الحلفاء الأوروبيين يعتمدون على الغاز الروسي لتوليد الكهرباء.
تركز النقاش العملي في بروكسل بشكل أكبر على الحؤول دون أن تتمكن موسكو من إيجاد طريقة للالتفاف على العقوبات السابقة، كالعمل مثلا على منعها من استخدام احتياطها من الذهب.
وتعهدت بعض الدول، ومن بينها كندا، تكثيف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.
ولكن هنا أيضا فإن الغرب مقيد بضرورة عدم انجرار دول الناتو إلى الصراع كـ"طرف متحارب"، على حد قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واتفقوا في المقابل على نشر المزيد من المجموعات القتالية للحلف في دول بشرق اوروبا، للحؤول دون تمدد الحرب خارج أوكرانيا، من دون التدخل في النزاع في الداخل.
ووعد بايدن أيضا بأن يكون لواشنطن "رد" في حال نشرت روسيا أسلحة كيميائية أو بيولوجية دون الكشف عن تفاصيل ذلك.