: آخر تحديث
العاهل المغربي قدم التعازي لوالديه

العالم يبكي الطفل ريان والبابا يُثني على جهود إنقاذه

85
83
83

إغران (المغرب): عمت موجة من الحزن والأسى المغرب والعالم الأحد بفعل الصدمة التي خلفها انتشال الطفل ريان ميتا من قاع بئر بعد خمسة أيام على سقوطه فيه عرضا، على الرغم من جهود جبارة بذلتها فرق الإغاثة. وهي المأساة التي تابعها العالم بأسره، وشدت الأنظار في مواقع التواصل الاجتماعي لأيام.

وتقام مراسم جنازة الطفل الاثنين، وفق ما أفاد النائب البرلماني عن إقليم شفشاون (شمال) عبد الرحيم بوعزة وكالة فراس برس.

من الوارد أن يكون تأخير الجنازة، التي تقام عادة في أقرب وقت بعد الوفاة حسب التقاليد الإسلامية، عائدا إلى احتمال إخضاع الجثمان لتشريح طبي. دون أن يتسن لوكالة فرانس برس التأكد من هذا المعطى لدى جهات رسمية.

لكن أحد أقاربه أكد لوكالة فرانس برس أن الجثمان نقل إلى المستشفى العسكري بالرباط.

بعدما حبست مأساة ريان البالغ خمسة أعوام، الأنفاس في حالة ترقب قصوى خلال الأيام التي استغرقتها عملية للوصول إليه المعقدة، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الأسى والحسرة مباشرة بعد إعلان وفاته لمدونين ومشاهير من المغرب وخارجه بينهم فنانون ورياضيون وسياسيون.

العالم يبكي ريان

وكتب موقع القناة التلفزية المغربية الأولى الأحد "العالم يبكي ريان (...) سقطة طفل ذكرت الملايين بالإنسانية". فيما وصفه معلق مغربي على فيسبوك بالطفل الذي "فجر مشاعر المودة والتعاطف بين الشعوب"

في الفاتيكان وجه البابا فرنسيس الأحد في عظته التحية "لكافة الشعب (المغربي) الذي عمل جاهدا لإنقاذ ريان".

من جهته أعرب الرئيس الإسرائيلي عن مواساته الأحد قائلا "قلوبنا تحطمت الليلة الماضية".

كذلك كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على فيسبوك "لعائلة ريان الصغير والشعب المغربي نقول إننا نشارككم آلامكم".

وفي مؤشر إلى التأثر الكبير بهذه المأساة، صدر إعلان وفاة الطفل عن الديوان الملكي مساء السبت.
 


والدا الطفل يتلقيان التعازي من العاهل المغربي

العاهل المغربي

وقال الديوان الملكي في بيان إن العاهل المغربي الملك محمد السادس قدم تعازيه لوالدي الطفل ريان في اتصال هاتفي "بعد الحادث المفجع الذي أودى بحياته".

وأعرب والد الطفل خالد أورام في تصريح للقناة المغربية الأولى عن "شكره لجلالة الملك والسلطات وجميع الناس الذين وقفوا بجانبنا (...) ليرحم الله الأموات".

كذلك شكرت والدته وسيمة خرشيش الملك وجميع من دعم العائلة، مضيفة "هذا قدرنا الحمد لله".

منذ سقوط ريان في البئر "لم يقويا على تناول أي شيء جراء هول الصدمة"، بحسب ما قال قريبهما هشام أجعوك لوكالة فرانس برس.

وأضاف الأحد "صمت رهيب عم القرية هذا الصباح (...) انتظرت إخراجه بفارغ الصبر والكل كان يصلي لأجله".

بدوره قال جار العائلة منير أضبيب "لم أقو على النوم طيلة خمسة أيام، لدي ابن بعمر ريان كلما رأيته أتذكره (...) وكلما حاولت إغماض عيني تدهمني صورته عالقا في البئر. أنا حزين جدا".

وفي الرباط أعربت سيدة عن تأثرها "أرجو الله أن يلهم والديه الصبر والسلوان وأن يرقد ريان في سلام. إنها كارثة".

وأضافت سيدة أخرى "آلمنا ما حدث كثيرا لأننا أيضا لدينا أطفال، كم كنا نرجو أن يخرج حيا".

فضلا عن عبارات الأسى والمواساة في مواقع التواصل الاجتماعي لفتت تعليقات أخرى إلى استغلال الزخم الواسع الذي خلفته هذه المأساة للتفكير في "إنقاذ عشرات الآلاف من الأطفال الأبرياء من بئر الحرب العبثية باليمن، وعشرات الآلاف من أطفال سوريا النائمين الآن تحت أجنحة الهلاك بالمخيمات المُلقاة في الصقيع"، كما كتب الروائي المصري يوسف زيدان على فيسبوك.

وأضاف مدون آخر على تويتر داعيا إلى استغلال هذه الفرصة "للتفكير في نحو 18 ألف طفل يموتون كل يوما بسبب الجوع".

من جهته دان معلق مغربي "عدة آبار أخرى غير محروسة لا تزال موجودة للأسف"، داعيا السلطات إلى "معالجة هذه المشكلة الخطيرة".

احتاجت فرق الإنقاذ إلى خمسة أيام للوصول إلى الطفل لأن كان عليهم أولاً حفر شق عميق ضخم ثم نفق أفقي. وقد تباطأ تقدمهم بشكل كبير بسبب طبيعة التربة إذ إن بعض الطبقات صخرية وأخرى رملية جدا.

مغامرة خطرة

وقال علي صحراوي الذي شارك في الحفر "كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر لكن ظل لدي أمل العثور عليه حيا".

وكان ريان قد سقط الثلاثاء عرضا في بئر جافة يبلغ ارتفاعها 32 مترا وضيقة يصعب الوصول إلى قعرها، حفرت بالقرب من منزل العائلة في قرية إغران القريبة من مدينة شفشاون بشمال المملكة.

ودخلت فرق الإنقاذ في ثغرة أفقية بعد ظهر السبت وواصل عملهم سنتيمترا تلو الآخر، وحفروا بأيديهم لتجنب أي انهيار أرضي.

وعملت فرق الإنقاذ على إرسال الأكسجين والماء عبر أنابيب وزجاجات إلى ريان من دون التأكد من قدرته على استخدامها.

واندفع آلاف المتعاطفين إلى الموقع للتعبير عن تضامنهم، وبقوا لأيام في هذا القطاع الجبلي من منطقة الريف على ارتفاع حوالى 700 متر تقريبا.

ويذكر هذا الحادث بمأساة مماثلة وقعت مطلع 2019 في الأندلس (إسبانيا) حيث توفي الطفل جولين البالغ عامين إثر سقوطه في بئر قطره 25 سنتيمترًا وعمقه أكثر من مئة متر. وانتشلت جثته بعد عملية استثنائية استغرقت 13 يوما.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار