: آخر تحديث
كشف عنه نائب مساعد لوزير الخارجية الأميركي

ترتيب أميركي خليجي أوروبي لمواجهة نووي إيران

54
53
57

إيلاف من لندن: كشف مسؤول أميركي كبير عن قيام ترتيب أميركي خليجي أوروبي جديد لمعالجة المخاوف العالمية من برنامج إيران النووي ونشاطها الإقليمي وتحدّث عن موقف بلاده من صفقات أسلحة وشيكة لها مع السعودية والإمارات وقطر.
وأكّد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دانييل بنايم أنّ هذا الترتيب سيتم نقاشه خلال الجولة التي يقوم بها الوفد الأميركي برئاسة روبرت مالي الموجود في المنطقة والذي سينضم إليه بنفسه بعد أيام مشيرًا في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" المموّلة من الخارجية الأميركية تسلّمت "إيلاف" نص مضمونها إلى أنّ الرسالة الأميركية لدول الخليج والمنطقة خلال مشاركته في حوار المنامة هذا الأسبوع "ستكون أنّنا في المنطقة لنبقى ولدينا شراكات قوية وثابتة بنيت عبر عقود من الزمن ونحن حريصون على مواصلتها لعقود مقبلة وأنّ واشنطن ملتزمة بهذه العلاقات وأعتقد أنكم رأيتم خلال السنة الماضية كيف أنّه وسط الأزمة في أفغانستان، الدول في منطقة الخليج هي التي وقفت وساعدت الولايات المتحدة في التعامل مع هذه المشكلة".

تعاون أمني خليجي

وأضاف "كان لدينا أزمة في منطقة واحدة في جنوب آسيا وقامت قطر والإمارات والكويت وعدد آخر من الدول وأعلنت عن استعدادها لاستخدام أراضيها والأماكن الذين تشاركوا فيها مع قواتنا العسكرية لجلب الأفغان الذين تم إخلاؤهم وسوياً وبمساعدة شركائنا الخليجيين أقمنا جسراً جوياً تاريخياً أجلى آلاف من الناس وأكثر من ستين ألفاً عبر قطر وحدها. وما رأيناه كان تجلّياً عملياً للشراكة. والمنامة هي دائماً المكان حيث يتكلّم الناس عن قضايا أمنية والتعاون الأمني".جيشنا منقطع النظير وليس هناك أي جيش آخر يمكنه أن ينافسنا ويمكننا أن نكون في أي مكان وفي أي وقت نريد أن نكون فيه. ونحن ديناميكيّون وحاضرون من حيث القوة. وستسمع هذا النوع من الرسالة القوية والثابتة. ولكن ليس فقط الجيش هو الذي يحدّد به دور الولايات المتحدة في هذه المنطقة وهذا ما ستسمعه أيضاً. هناك الدبلوماسية لتخفيف التوتّرات وحلّ الخلافات .

اتفاق العلا واتفاقات ابراهايم

وأضاف أنّ هناك مثلين سريعين "اتفاق العلا الذي جمع الدول التي كانت منقسمة كي تتمكّن من العمل سوياً معنا من أجل التعامل مع التهديدات نفسها كمجموعة واحدة أكثر تماسكاً من الماضي ومثل اتفاقات إبراهيم وتوسيع دائرة التطبيع وما نحاول فعله هو القول إنه لدينا وسائل جديدة خلاقة لجمع الدول لحلّ المشاكل إن كانت تتعلّق بالمياه أو الطاقة أو التسامح وحتى في بعض الحالات قضايا دفاعية، وضم إسرائيل إلى هذا الخليط وجلب المزيد من القدرات".
 
تخطير الخليجيين لخلافاتهم

وعمّا إذا كان يعتقد أنّ دول الخليج تمكّنت من تخطّي الخلاف فيمتا بينها والذي أصبح إشكالياً للخليج والمنطقة وللعلاقات الأميركية الخليجية قال بنايم أنّه "عندما وصل الرئيس بايدن في 20 كانون الثاني/يناير الماضي كانت اتفاقات العلا ظاهرة جديدة.. مصافحة وبعض الاتفاقات وأعتقد ما شاهدته خلال الأشهر الثمانية هو تعميق حقيقي لكل هذه العلاقات. فهناك رحلات بين أماكن لم يكن فيها رحلات من قبل وهناك تبادل للسفراء حيث لم يكن هناك سفراء من قبل وهناك زيارات حيث لم يكن هناك زيارات لسنوات بين مصر وقطر وبين الإمارات وقطر بما في ذلك تركيا وأعتقد أنّ ما شاهدته هو تكثيف لهذه العلاقات ولا أحد سينسى التجربة التي مروا بها ولكن أعتقد أنّ ما تراه هو مثل جيد جداً لجزء حقيقي من تحقيق السلام".

تطبيع العلاقات مع سوريا

وعن الخلاف حول تطبيع العلاقات مع سوريا فالإمارات بدأته ووزير خارجية قطر كان ضد التطبيع قال بنايم "أعتقد أنّ الدول ستتصرّف بشكل مختلف حيال قضايا مختلفة وأوضحنا وجهة نظرنا حيال التطبيع مع سوريا بحيث أنّنا قلقون إزاء الإشارة التي ترسلها ونحن لا ننوي التطبيع مع سوريا. ولكن سترى دولاً مختلفة تأخذ مقاربات مختلفة حيال قضايا عدّة. وتفسير النجاح هنا لا يكمن في أن تتصرّف قطر وجيرانها بنفس الطريقة حيال كل القضايا . يجب أن يكون هناك احترام ومشاورات متواصلة بين الجيران والعمل سوياً والعمل معنا".
 
الأسلحة لقطر والإمارات

وعمّا إذا اتّخذت واشنطن قرارًا بشأن طلب قطر شراء طائرات مسيرة ومقاتلات أف 35 قال بنايم "أنّنا ننظر عن قرب بهذه الطلبات وما يمكنني أن أقوله لك بأن قطر برهنت أنها شريك استثنائي في القضايا الدفاعية مثل توسيع قاعدة العديد الجوية وأفغانستان والعديد من القضايا. وكشريك استثنائي فإنّها تستحق مراعاة تامة لطلبها ولكن ليس لدي أي جديد حول هذه المبيعات في هذه اللحظة". وأضاف "ليس لدي أي جديد حول هذه المبيعات تحديداً ولكنّهم شركاء وثيقين ونولي أي طلب من طلباتهم مراعاة تامة لأنهم فعلوا كل ما في وسعهم. ولم يفعل أي بلد في العالم أكثر من قطر لمساعدتنا في أفغانستان وهذا يحسب لهم".
وعن الإتفاق مع الإمارات لبيعها خمسين طائرة أف 35 أشار المسؤول الأميركي بالقول "نواصل السير قدماً بهذه الصفقة. ونحاول التأكّد من أنّه لدينا تفاهم متبادل واضح جداً مع الإمارات المتحدة في ما يتعلّق بالضمانات المطلوبة في مثل هذه المبيعات. ولكنّنا نزمع السير قدماً في هذه الصفقة وفي أقرب وقت نصل فيه إلى تفاهم مشترك واضح ".
 
العلاقات الأميركية السعودية

وأكّد بنايم أنّ العلاقات السعودية الأميركية هي أقوى ممّا تظهر عليه "فقيادات في البلدين تعمل على تحقيق تفاهم مشترك حول العديد من القضايا ويتحدّثون دورياً ويتشاورون ويعملون معاً عن قرب على كثير من القضايا ليس فقط التي تحتل عناوين الصحف إنّما أيضاً تلك البعيدة عن هذه العناوين. فلديك شخص مثل جون كيري الذي ذهب إلى السعودية مراراً ويعمل عن قرب مع السعوديين لتحقيق استثمارات جديدة ضخمة وتاريخية في مجال الطاقة النظيفة وأنا سأتوجّه بنفسي مع روبرت مالي وتيم لندركنغ وجيم غافيتو وآخرين لإجراء الجولة المقبلة من المشاورات الأميركية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأنا وروبرت مالي كنا هناك منذ ثلاثة أسابيع في الإمارات وقطر والسعودية وسنعود إلى الرياض مجدداً لنلتقي مع القيادة في الخليج ومع قيادات أوروبية من ضمن ترتيب جديد للتوضيح بأن المجتمع الدولي يقف موحّداً في مطالبة إيران بمعالجة المخاوف النووية للعالم والبدء بمعالجة التحديات التي يسبّبها تصرفها الإقليمي كذلك. أعتقد أنّ هناك محادثات ومشاورات استراتيجية أكثر تجري مع دول الخليج".
 
هدف الجولة الخليجية

وعن الهدف من هذه الجولة الخليجية أوضح أنه "في المقام الأول ليس شيئاً مضراً الحديث مع شركائنا والإستماع إليهم والإجتماع والوصول إلى تفاهم واضح حول مواقفنا ومشاطرة المعلومات حول التحديات الإقليمية المتعدّدة والتحديات الأمنية المتبادلة وكيفية تعميق التعاون الأمني والتعاون الدبلوماسي كذلك وثانياً نريد أن نرسل إشارة إلى العالم أنّ حلفاء أميركا الأساسيين في أوروبا وأصدقاءنا القريبين في الشرق الأوسط يقفون معاً. إننا كلنا نقف سوياً في إرسال رسالة واضحة إلى إيران وأي واحد يدعم إيران في ذلك عبر القول: عليكم معالجة القضايا النووية هذه ولا يمكنكم أن تفرّقوا بيننا وعليكم العمل معنا سوياً لمعالجة كل هذه القضايا النووية والإقليمية كذلك".
 
تحضير الخليجيين للعودة إلى الإتفاق النووي

وفيما إذا كان الأميركيون يسعون لتحضير الخليجيين لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي أشار المسؤول الأميركي قائلًا "للاتفاق النووي هندسة محدّدة له ولكن لهذه الدول كلمة مهمة جداً وموقفاً مهماً حيال ما يجري. الاتفاق النووي مركز على الدول الخمسة زائد واحد ولكن الدول في المنطقة والعديد منها يجري محادثات خاصة مع إيران هم أصحاب مصلحة مهمون في مسألة حصول إيران على السلاح النووي ويستحقون أن يتم التشاور معهم ولديهم أفكاراً ونصائح يمكنها أن تحسّن سياسة الولايات المتحدة. وإذا جلسنا كلنا سوياً وأجرينا هذه المحادثات فأملنا أن نخرج بمكان أفضل مما نحن عليه".
 
بيع السعودية صواريخ جو جو دفاعية

وردًّا على سؤال حول ماذا كان وراء قرار وزارة الخارجية الأميركية بالموافقة على بيع السعودية صواريخ جو جو بعد تجميد بيعها قال بنايم "للكونغرس دور مهم جداً يلعبه في بيع الأسلحة ونحترمه بشكل كبير. أملنا السير قدماً في صفقة الصواريخ الجوية هذه لأنها تساعد السعودية على الدفاع عن أراضيها. بعد أسبوعين من وصوله إلى البيت الأبيض قدم الرئيس بايدن إلى هذا المبنى وقال شيئين أولاً سنوقف دعمنا للعمليات الهجومية في اليمن وجاء ذلك مع تعليق بيع الأسلحة للسعودية وثانياً سنضاعف جهودنا للتأكّد من أنّ شركاءنا في السعودية لديهم ما يحتاجون للدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الحوثية والدفاع عن سبعين ألف أميركي يعيشون على الأراضي السعودية. صواريخ الجو جو هذه ستستخدم داخل السعودية ضد التهديدات الموجهة للأراضي السعودية والقادمة من اليمن  لذلك وجهة نظرنا أنّ هذه الأسلحة هي جزء ممّا تحتاجه السعودية للدفاع عن أراضيها لأنها صواريخ جو جو ولأن الحوثيين لا يشكّلون قوة جوية".
وأضاف أنّ هذه الصواريخ لا تستخدم في اليمن إنّها تستخدم في السعودية للدفاع عن تهديدات قادمة من اليمن ولذلك فهي دفاعية.
 
العلاقات الإماراتية التركية

وفي إجابته على سؤال حول زيارة قريبة لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لتركيا قريباً وكيف يراها بعد سنوات من العلاقات الباردة بين البلدين قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي دانييل بنايم "من وجهة نظرنا عندما نرى شريكين للولايات المتحدة يجتمعان ويضعان حداً للإنقسام فهذا شيء مهم جداً. وليس على هؤلاء القادة أن يوافقوا على كل تفاصيل السياسة وهذا يساعدهم على تخفيف التوتر والعمل بشكل بناء معاً على أمل أن يجدا وسائل للتأكّد من أنّ التنافس الاستراتيجي في دول أخرى لا يخرج جهودنا عن المسار. وحيث هناك قادة يتحدّثون ويتاجرون ويتبادلون وجهات النظر والوفود والشركات فيكون هناك استثمار أكبر في إبقاء الأمور في مسارها ومحاولة إيجاد حلول مشتركة. وبالنسبة لي هذا ينطبق على بقية المنطقة على افتراض أنّ تركيا والإمارات سيتطلّعان إلى التعاون في العديد من القضايا وأعتقد أنّ ذلك سيكون جيداً لاستقرار المنطقة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار