حذر خبراء صحة ألمانيون من خطورة عقاقير للتنحيف تعرض للبيع على الانترنت لكونها تتكون من مكملات غذائية مضافة إليها موادّ كيميائية "قاتلة" لتسريع عملية التنحيف، من دون الإشارة إلى هوية الإضافات الكيميائية لأن القانون الألماني يحظرها.
إيلاف من برلين: يلجأ البشر عادة إلى أسهل الطرق لتقليل أوزانهم (الحمية)، وربما أن أكثر هذه الطرق شهرة هي شراء عقاقير التنحيف "المضمونة" على الانترنت، حذر خبراء الصحة من دائرة حماية المستهلك الألماني كثيرًا من مخاطر هذه العقاقير.
جاء في تقرير دائرة حماية المستهلك، وهي دائرة ألمانية رسمية، أن الخبراء في الدائرة أخضعوا معظم العقاقير المطروحة على الانترنت، كعقاقير التنحيف، إلى فحوصاتهم، واتضح لهم أنها كانت عديمة المفعول في معظم الحالات، وقليلة المفعول جدًا في بعض الحالات. وفضلًا عن مضاعفاتها الصحية، التي قد تكون خطيرة، ثبت أنها ذات اختلاطات خطيرة أخرى عند تعاطيها مع عقاقير أخرى، قد تكون لخفض ضغط الدم أو ما إلى ذلك.
الأخطر من ذلك، هو الذي نشره الخبراء في تقريرهم في"مجلة الطبيب الألماني"، بأن بعض هذه المستحضرات معبأ بمواد كيميائية محظورة قد تكون خطرة على الحياة.
ورصد خبراء حماية المستهلك إقبالًا واسعًا على شراء حبوب التنحيف على الانترنت بعد انتهاء أعياد الميلاد ورأس السنة. إذ يحلم الكثيرون في التخلص من الكيلوغرامات التي أضافتها وجبات الأعياد الدسمة إلى أجسادهم، ولايجدون أسهل من السعي إلى هذه المستحضرات التي توصف على الانترنت بالـ"سحرية".
شملت هذه النتائج السلبية الفحوصات المختبرية التي أجريت على العقاقير الكيميائية وعلى غيرها، التي توصف بـ"النباتية الخالصة"، وتوصلوا إلى أنها غير قادرة على إزالة الشحوم، ولا تملك تأثير"البلاسيبو" (العلاج الكاذب).
ليس لها تأثير العقاقير
تطرح معظم مستحضرات التنحيف على الانترنت على أنها "مواد إضافية" مثل المعادن والفيتامينات وغيرها هربًا من القوانين المتشددة الخاصة بطرح العقاقير. وثبت من فحوصات الخبراء أن هذه المستحضرات، التي هي غير فاعلة، ولكن غير خطرة، عبارة فعلًا عن مواد غذائية تكميلية، ولا تملك تأثير العقاقير الطبية.
لهذا فهي في الغالب مستحضرات غير فاعلة في حرق الشحوم وتقليل السعرات. ومن يود تقليل وزنه باستخدام هذه المستحضرات عليه أن يتبع حمية غذائية متوازنة قليلة الشحوم والسكريات.
المهم أيضًا أن هذه المستحضرات لا تخضع للقوانين الطبية الألمانية الخاصة بالأدوية والعقاقير. وعلى هذا الأساس، فإن ناشرها وموزعها غير مسؤول عن نتائج تعاطيها، وتبقى الشركة الأصلية المصنعة هي المسؤولة. والمشكلة أن معظم هذه الشركات المصنعة لا تعمل في بلدان الاتحاد الأوروبي.
وأشار خبراء دائرة حماية المستهلك إلى أن هذه المستحضرات، لكونها ليست عقاقير طبية، تخضع للفحوصات المختبرية الخاصة بالمواد الغذائية التكميلية، وبالتالي فإن السلطات الصحية تكتفي بفحص عينات صغيرة منها.
7 مستحضرات من أصل 12
وحذر الخبراء المستهلكين من أن خطر مستحضرات التنحيف الزائفة على الانترنت يأتي من خلال خلط هذه الحبوب بمواد كيميائية يفترض أنها تساعد على حرق الشحوم، لكنها إما غير مجازة، أو إنها لم تخضع للفحوصات الطبية بعد. وتطرح هذه المواد على الانترنت عادة تحت تسميات رنانة مثل "طبيعي 100%" و"نباتية خالصة".
وكشفت الفحوصات عن مواد مشكوك بضررها على صحة الإنسان في أفضل الأحوال، وخطرة على حياة المستهلك ومحظورة، في 7 من مجموع 12 عقارًا خضعت للتحليل المختبري. وجاء في تقرير الدائرة أن هذه المواد الخطرة قادت إلى الموت في بعض الحالات في ألمانيا.
... ومادة محظورة منذ 2010
أكثر المواد شيوعًا، التي أضيفت إلى المواد الغذائية التكميلية (مستحضرات التنحيف) على الانترنت هي المادة الصناعية سيبوترامين (Sibutramin). واستخدمت هذه المادة بكثرة في عالم الرشاقة والتنحيف كمادة كابتة للشعور بالجوع، إلا أن السلطات الصحية في الاتحاد الأوروبي حظرت استخدامها منذ سنة 2010 بسبب المضاعفات الجانبية الخطيرة الناجمة من تناولها.
وحظرت السلطات الألمانية مختلف أنواع الشاي والقهوة والمشروبات التنحيفية التي تحتوي"صراحة" على سيبوترامين من السوق منذ سنوات، إلا أن هذه المادة مازالت تخلط مع المواد الغذائية التكميلية على أنها مواد للرشاقة. ودعت دائرة حماية المستهلك الألمانية إلى سحب كل أنواع العقاقير والمواد العذائية التكميلية التي تحتوي على هذه المادة من السوق.
قاتلة للحشرات
المادة الأخرى التي أثارت قلق خبراء حماية المستهلك هي مادة 2.4 دينيتروفينول (DNP) التي تستخدم عادة في صناعة الألوان الصناعية وكمادة حافظة للخشب، وفي صناعة المتفجرات، وفي بعض المستحضرات المبيدة للحشرات في الزراعة. وسبق لدراسات علمية جادة أن أشارت إلى أن تناول هذه المادة بجرعات صغيرة على مدى طويل يلحق أضرارًا بالكبد والكليتين ومحتويات الدم وبالدورة الدموية والنظام العصبي.
وحظر الاتحاد الأوروبي استخدام هذه المادة في المواد الغذائية أيضًا، لكن السنوات الماضية كشفت عن حالات موت عدة، في مختلف بلدان أوروبا، سببها تعاطي (DNP) لفترة طويلة بغرض التنحيف.
مزيج خطير من القهوة
يأتي الخطر أيضًا، بحسب تقرير الخبراء الصحيين، من المستحضرات "النباتية الخالصة" التي تباع على الشبكة العنكبوتية، كعقاقير للتنحيف. وثبت وجود مادة سينفرين (Synephrin) النباتية في بعض هذه العقاقير، وهي مادة تتواجد بنسبة قليلة غير ضارة بالصحة في الحمضيات، وتستخدم في عالم الرشاقة كمادة ترفع استهلاك الطاقة في الجسم، تقلل تمثيل المواد الغذائية وتقلل فعالية المعدة على الهضم.
والغريب أن هذه المادة تصبح خطرة على الصحة عند تناولها مع أكثر المشروبات شعبية في أوروبا، ألا وهي القهوة. وطبيعي، فإن شرب القهوة باعتدال، وتعاطي سينفرين لا يؤثران على الصحة، لكن تعاطيهما سوية يؤثر سلبًا في الصحة.
وجاء في التقرير أن تعاطي المشروبين النباتيين سوية يؤدي إلى اضطراب النوم، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نبضات القلب وصولًا إلى خفقان حجرة القلب؛ وبما تؤدي هذه العوامل مشتركة إلى الإصابة بجلطة في القلب.