حينما تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة الأوروبية والعالمية صوب ملعب فولكسبارك بهامبورغ الجمعة لمتابعة موقعة فرنسا والبرتغال في ربع نهائي يورو 2024، فإن صراع مبابي ورونالدو سيكون نقطة تحول تاريخية.
نقطة تحول.. لماذا؟
نعم هي نقطة تحول تاريخية في صراع الأجيال، فالفارق بين مبابي ورونالدو 14 عاماً بالتمام والكمال، كما أن مبابي يسير بخطى واثقة لوراثة العرش الكروي للأسطورة رونالدو، سواء في صفوف ريال مدريد، أو على مستوى التنافس الدولي والقاري بين المنتخبات الكبرى، وهي أيضاً نقطة تحول كروية تاريخية بالنظر إلى مكانة رونالدو، وقدرات مبابي.
صور رونالدو في غرفة مبابي
مبابي أقر في أكثر من مناسبة أن رونالدو هو الملهم والقدرة الكروية له، بل إنه نشر صوراً له وهو في عمر الطفولة جالساً في غرفته التي تتزين بصورة النجم رونالدو، ومن مفارقات القدر أن يصبح مبابي مرشحاً لوراثة عرشه الكروي، وخاصة في صفوف ريال مدريد.
البطولة الأخيرة
الموقف الحالي يشير إلى أن منافسات يورو 2024، هي البطولة القارية الأوروبية الأخيرة للنجم رونالدو، مما يعني أن مبابي قد يكون سبباً في القضاء على آخر أحلام النجم البرتغالي، وهي فرضية أقرب إلى الحدوث بالنظر إلى فارق المستوى الفني بين فرنسا والبرتغال في الوقت الراهن (نظرياً على الأقل)
نهايتي ليست اليوم
وفي المقابل يمكن لرونالدو أن يقول لمبابي والجيل الجديد "صبراً نهايتي ليست اليوم"، وبالنظر إلى هذا الصراع الفردي المثير بين الأجيال، فإن موقعة فرنسا والبرتغال تتوفر لها أعلى مقومات الإثارة.
مع من يقف عشاق الريال؟
إذا كنت عاشقاً لريال مدريد سوف تشعر بالحيرة بين التاريخ والمجد (رونالدو) والحاضر والمستقبل (مبابي) حينها لا مهرب من هذا الموقف سوى أن تقنع نفسك بالحياد لكي تستمتع بهذا الصراع الكروي المثير، وإذا نجحت في اقناع نفسك بتحييد عشقك للريال وتخليت عن العدسة المدريدية التي ترى بها كل شئ فسوف تستمتع آكثر بصراع الأجيال بين النجم الفرنسي الشاب والأسطورة البرتغالي.
أتمناها لرونالدو
أما كاتب هذه السطور فهو يتمنى أن يكون الفوز من نصيب رونالدو لكي يستمر في مشوار البطولة ويظفر بلقبها لكي يكون بمثابة الختام المستحق لمسيرة المجد التي سطرها في عالم كرة القدم، وحينها سيكون في مقدور مبابي التعويض في المستقبل، صحيح أنها نظرة عاطفية للأمور، ولكن في جميع الأحوال رونالدو يستحق "خاتمة المجد"، خاصة أن التربص به في أعلى مستوياته، وفي حال أخفق في قيادة البرتغال للقب يورو 2024، فسوف ينتفض المتربصون ويجردونه من كل تاريخه الذي يعد الأعظم (رقمياً) في تاريخ كرة القدم.