بومباي: رفعت الهند الجمعة توقّعاتها للنمو للعالم المالي الحالي إلى 9,2 في المئة، رغم ازدياد عدد الإصابات بكوفيد الذي يهدد تعافي ثالث أكبر اقتصاد في آسيا.
وتوقّع المكتب الوطني للإحصاءات أن يتعافى الاقتصاد الهندي بقوة بعدما سجّل انكماشا بلغت نسبته 7,3 في المئة العام الماضي، إثر موجة وبائية أسفرت عن عدد كبير من الوفيات والإصابات.
لكن خبراء الاقتصاد لفتوا إلى أن تفشي الوباء مجددا قد يهدد التعافي الاقتصادي هذه المرة أيضا.
وسجّلت الهند 117,100 إصابة جديدة بكوفيد الجمعة، لتتخطى الحصيلة اليومية عتبة 100 ألف لأول مرة منذ حزيران/يونيو 2021.
وأفاد كبير خبراء الاقتصاد لدى "كير للتصنيف" مادان سابنافيس فرانس برس أن من الواضح أن الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء لم تأخذ تأثير موجة كوفيد الحالية في الاعتبار.
وامتنعت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن الإعلان عن أي تدابير إغلاق واسعة على مستوى البلاد في وقت تسعى للحد من الانعكاسات الاقتصادية للموجة الوبائية الحالية.
تمديد القيود
وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد لدى وكالة "ICRA" للتصنيف أديتي نايار إن "التأثير على نمو إجمالي الناتج الداخلي سيعتمد على مدى تمديد القيود في أنحاء الولايات خلال الأسابيع المقبلة".
وتعد أرقام المكتب أقل من آخر التوقعات الصادرة عن صندوق النقد الدولي، الذي توقع نمو إجمالي الناتج الداخلي الهندي بنسبة 9,5 في المئة في العام المالي الحالي الذي ينتهي في آذار/مارس 2022.
وقدّر المصرف المركزي الهندي أيضا أن يبلغ نمو إجمالي الناتج الداخلي للبلاد 9,5 في المئة العام الجاري "ما لم تشهد الهند ارتفاعا في عدد الإصابات بكوفيد".
لكن على الرغم من التعافي الظاهر لنسب النمو في الهند بعد الموجة الثانية، إلا أن مؤشرات اقتصادية أخرى لا تزال تواجه ضغوطا.
وبلغ معدل البطالة أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر ليسجّل 7,9 في المئة في كانون الأول/ديسمبر، وفق بيانات "مركز مراقبة الاقتصاد الهندي"، وذلك حتى قبل الموجة الوبائية الثالثة.
وبدأت الهند الأسبوع الجاري تطعيم الفتيان البالغة أعمارهم ما بين 15 و18 عاما لأول مرة، فأعطت أكثر من 12 مليون جرعة منذ 3 كانون الثاني/يناير.
في المجمل، أعطى البلد الذي يعد 1,3 مليار نسمة حوالى 1,5 مليار جرعة، إذ تلقى 61 في المئة من البالغين الجرعتين، وفق وزارة الصحة.
وفي السياق ذاته، رفضت محكمة هندية الجمعة إلغاء مهرجان "غانجاسار ميلا" الهندوسي السنوي الذي يتوقع أن يحضره مئات الآلاف ويبدأ السبت.
وقدّم الطبيب في كالكوتا أفيناندان موندال التماسا للمحكمة لحظر المهرجان على خلفية المخاوف المرتبطة بكوفيد.
لكن محكمة كالكوتا العليا رفضت الطلب وأمرت السلطات المحلية بنشر تحذيرات للناس بشأن المخاطر المرتبطة بحضوره.
وتتوقع الحكومة الإقليمية أن يشارك حوالى 500 ألف شخص في التجمّع.