إيلاف من الرباط: في إطار سعيها الحثيث والمتواصل، الذي يمتد لعقود لإبراز تنوع الثقافات وخصوصياتها التي تتقاطع في بعدها الإنساني والحضاري، بشكل يبدد الحواجز بين الفنان والمتلقى عبر جسور فنية راقية، احتضنت مدينة أصيلة المغربية، على مدى أسبوعين، الدورة السادسة من "ربيعيات أصيلة" للفنون التشكيلية، كمشغل فني لصقل المواهب وتبادل الافكار بين المشاركين.
وتميز هذا المحترف الفني المفتوح، الذي خصص للصباغة التشكيلية والطباعة الحجرية (الليتوغرافيا) ،بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات من المغرب والبحرين وبريطانيا.
من أعمال سهيل بنعزوز
ومن بين المشاركين، لبنى الأمين (البحرين)، ونرجس الجباري وسناء السرغيني وسوسن المليحي وسارة أحلالوم وسهيل بنعزوز ومولاي يوسف الكهفعي ومصطفى علمي (المغرب)، وشعة الخراز ديكينز (بريطانيا).
وكانت أول دورة من هذا الملتقى الفني قد نظمت في ربيع عام 2016، وعرفت منذ ذلك التاريخ مشاركة متميزة لفنانين من المغرب والبحرين وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، فيما جرت العادة أن تتوج أعمال هذه المحترفات الفنية بمعارض جماعية برواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية.
وقال توفيق لوزاري، الأمين العام المساعد لـ"مؤسسة منتدى أصيلة"، في تصريح لوكالة الانباء المغربية ، إن تقليد "ربيعيات أصيلة"، التي تنظم كل سنة وتنشّطها مجموعة من الفنانين والفنانات من أصدقاء المغرب عامة وأصدقاء أصيلة على وجه التحديد، هو للاحتفاء بفصل الربيع، فصل الجمال والعطاء والبهاء والإلهام، وكذا لإشراك المبدعين المعنيين، حسب اختياراتهم الشخصية وتصوراتهم في تعزيز جاذبية ورونق وجمالية المدينة الأطلسية التي تتميز بحب ساكنتها للثقافة وللفنان.
وتحدث لوزاري عن المشاركين في دورة هذه السنة، مشيرا إلى أنهم يتميزون بأعمال متنوعة في مجال الصباغة التشكيلية والطباعة الحجرية.
وشدد لوزاري على أن "منتدى أصيلة" يتوخى من هذه المبادرة الفنية ربط جسر التواصل الدائم مع الفنانين في أفق الإعداد لمواسم أصيلة وأنشطتها الفنية، علاوة على توفير فضاء هادئ للفنانين والفنانات المشاركين للاشتغال في جو يطبعه الفن والسكينة.
وأشار لوزاري إلى أن ورشة "ربيعيات الفن" يعد أيضا مناسبة لشباب المدينة من هواة الفن التشكيلي لصقل مواهبهم والعمل مع المع فناني العالم.
من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية سوسن المليحي،إن "ربيعيات أصيلة" هي ورشة فنية مفتوحة، تمنح الجمهور الواسع فرصة الاستمتاع بإبداعات فنانين مغاربة وأجانب من مدارس تشكيلية مختلفة، يجمعهم حب الفن وحب أصيلة وفضاءاتها الجميلة.
وأضافت المليحي أن ما يميز "ربيعيات أصيلة" هو أن كل فنان يشتغل بأسلوبه الخاص وبتقنياته الخاصة، معتبرة أن هذا التقليد الفني هو فرصة للفنانين أيضا للتعرف على بعضهم البعض والاطلاع على مختلف التجارب والخبرات الفنية.
الفنان طارق فيطح
أما الفنان التشكيلي عبد القادر المليحي، المسؤول الفني عن هذه الورشة المفتوحة ، فشدد من جانبه على أن الدورة التي دأبت أصيلة على احتضانها سنويا في فصل الربيع، هي احتفال بالإبداع الإنساني قبل كل شيء، من خلال الاحتفاء بالفن التشكيلي ومختلف فنون الإبداع والمبدعين، مؤكدا على أن دورة هذه السنة مرت كسابقاتها في أجواء فنية بديعة، وفي جو من الحوار الفني والإبداعي المفتوح، الذي تتوحد فيه لغة الإبداع، رغم الاختلاف في اختيار المواضيع التي يشتغل عليها الفنانون.
وأضاف المليحي أن "ربيعات أصيلة" تشكل فرصة لتبادل الآراء بين الفنانين ونظرتهم إلى الواقع وتبادل التقنيات، مؤكدا أن أصيلة، بخصوصياتها وجغرافيتها وفضاءاتها الطبيعية والتاريخية المتنوعة،شكلت على الدوام مصدر إلهام لكثير من الفنانين والفنانات لإبداع المزيد من اللوحات التي تبقى ذات خصوصيات ورونق بديع قل نظيره.