إيلاف من الرباط: أعلنت وزارة الشباب والثقافة والاتصال المغربية، الثلاثاء، عن اختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لتكون "ضيفة شرف" الدورة ال 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب لسنة 2024، الذي سينظم ما بين 9 و19 مايو المقبل في الرباط.
ويعود تنظيم أولى دورات هذا المعرض إلى عام 1987، أيام الوزير محمد بن عيسى، قبل أن تتحول هذه التظاهرة الثقافية، على مدى سنوات، إلى موعد ثقافي سنوي يحظى بمكانة مميزة على أجندة المعارض الدولية، فيما شهد منذ دورة 2022، انتقالاً استثنائياً من الدار البيضاء، التي احتضنت تنظيمه على مدى الدورات السابقة، إلى الرباط.
ويؤكد المسؤولون المغاربة أنّ الثقافة كانت على الدوام جسراً رابطاً بين الشعوب لِما تحمله من بصمات إنسانية؛ وقد أصبحت أخيراً قاطرة للتنمية لِما تختزنه من مؤهلات الصناعات الثقافية والإبداعية.
كما يشددون على أنّ النهوض بالكتاب والصناعات المرتبطة به،يظلّ رهاناً لا ينفصل عـن انشغالات التنمية الشاملة التي ينخرط فيها المغرب،مشيرين إلى إيلائهم أهمية بالغة لمختلف العناصر المكوّنة للتعدّد الثقافي الوطني،وتسخير مختلف آليات التدبير العمومي لبناء أُسس مجتمع المعرفة وتعزيز الإشعاع الثقافي الوطني والدولي للمغرب.
ويرى المسؤلون المغاربة أنّ المعرض لطالما شكّل آلية يضعها قطاع الثقافة بتصرّف الفاعلين في الحقل الثقافي للمساهمة في النهوض بمجال الكتاب والنشـر وما يرتبط بهما من فكر وإبداع وصناعة ثقافية،مشددين على أنّ برنامجه سيظلّ وفياً لهويته الثابتة في الاحتفاء بالتعدّد اللغوي والتنوع الثقافي عبر حضور المكوّنات العربية والأمازيغية والحسانية والعبرية والمتوسطية؛وللعمق الأفريقي للمغرب بمواصلة الاحتفاء بالثقافات الأفريقية، مع الانفتاح على باقي العالم انسجاماً مع الهوية الحضارية المغربية المبنية على الحوار والتعايش.
وكانت دورة 2023 من هذا المعرض قد تميزت بمشاركة 737 عارضاً،منهم 287 عارضاً مباشراً و450 عارضاً غير مباشر، مثلوا 51 بلداً، وقدموا عرضاً وثائقياً تجاوز 120 ألف عنوان، بحقول معرفية مختلفة ورسالة ثقافية مشتركة.