: آخر تحديث
أميركا بريشة الفائز بجائزة نوبل

مناظر ريفية وحضرية في معرض فني لبوب ديلان

318
330
308

يعرض الموسيقي ومؤلف الأغاني بوب ديلان، الحاصل على جائزة نوبل للآداب 2016، مجموعة من المناظر الريفية والحضرية للولايات المتحدة، في لندن.  

يعدّ بوب ديلان الموسيقي الوحيد الذي، بعد الإنتهاء من إحياء حفلة في البيت الأبيض وإلقاء التحية على أوباما وزوجته، لم يلتقط صورة "سيلفي" معهما، وفقاً لما رواه الرئيس الأمريكي بنفسه. ويعتبر ديلان أيضاً الوحيد الذي إنتظر عدة أيام كي يعترف بجائزة نوبل للآداب، التي قررت الأكاديمية السويدية منحها له للعام 2016. وفي المقابل، أنه ليس الموسيقي والشاعر الوحيد الذي يمارس الرسم، ويعرض أعماله الفنية بصورة منتظمة. فقد سار على ذات الطريق الفني الذي سلكه ديلان، العديد من الموسيقيين، من بينهم على سبيل المثال، جون لينون، وكورتني لوف، وروني وود، ويوسف إسلام (كات ستيفنس سابقاً)، وباتي سميث، وديفيد بوي.
وقد إفتتح المعرض الذي شمل آخر الإنتاجات الفنية التي أنجزها ديلان في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، ويستمر حتى 11 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وذلك في غاليري (هالسيون) في حي مايفير في لندن. وتعكس اللوحات المرسومة بالزيت، والألوان المائية، وألوان الأكليريك، إنطباعات الموسيقي الفنية إثرة رحلة إلى أمريكا الشمالية الريفية والحضرية: الطرق المستقيمة القاحلة في المناظر الشائعة في الأفلام، وأزقة مظلمة توحي بالشعور بالوحدة، وإعلانات النيون الخاصة بالموتيلات، وأشهر الجسور في المدن الكبيرة، ومعارض قديمة للتسلية، وصور لمدينة نيويورك ولوس أنجلوس. وقد تمّ إستنساخ 295 عملاً فنياً ليتمّ بيعها بسعر يتراوح بين 2.000- 3.000 يورو.
ومن بين اللوحات المعروضة والتي رسمها بوب ديلان في العامين 2015 و2016، لوحة (الليل من خلال نافذة فندق)، و(ريف فلوريدا)، وتمثلان الحياة الريفية والحضرية في شمال أمريكا التي سافر إليها الفنان، الذي كان قد بدأ الرسم منذ عقد الستينات.
كان بوب ديلان في الأصل مغنياً ومؤلفاً موسيقياً، إشتهر من خلالها على مدى سنواتٍ طويلة. ومن ثمّ تحوّل فجأةً إلى حامل لقب الحاصل على جائزة نوبل للآداب، الأمر الذي أغاض فارغاس يوسا وعدد كبير ممن كرّسوا أنفسهم للكتابة. اليوم، وفي سن ال 75، يبدو أن ديلان يسير بجدية في طريق الفن.
ومن المؤمل أن يقوم المغني، الذي يولي أهمية كبيرة لمتابعة مشواره الفني، لزيارة المعرض الشهر المقبل، وهو في طريقه إلى ستوكهولم. ففي العاشر من ديسمبر/ كانون الأول سيمنح الملك كارلوس غوستافو جائزة نوبل البالغة قيمتها 972 ألف دولار إلى المغني ألأمريكي الذي صمت في البداية، ووافق على إستلامها لاحقاً عن طيب خاطر، وفقاً لما جاء في صحيفة (التلغراف) الأمريكية على لسانه "أنه شئ لا يصدق، مذهل. من بإمكانه أن يحلم بمثل ذلك؟".
كتب بوب ديلان في كتالوج المعرض "لقد حاولت نقل الواقع كما هو، من دون تحريف. هذه اللوحات واقعية، تعكس الجمال، لكن لطبيعة غير مستقرة، وهي تناقض العالم المعاصر. هذا ما أقوم به".
وكان غاليري (هلسيون) قد إقترح على المغني الأمريكي، قبل نحو عامين ونصف، إقامة معرض يضمّ مناظر للولايات المتحدة. ويعلق ديلان قائلاً "لم أنتظر من المشرفين على الغاليري طرح الإقتراح عليّ مرة أخرى. وافقت وكرّست وقتي للإعداد له بشكلٍ لائق".
ويعرض ديلان أيضاً البعض من منحوتاته، التي قام بتركيبها وإلصاقها بآلات اللحام. وقد ترعرع ديلان في مدينة هيبينغ بولاية مينوسوتا، حيث يتذكر أنه  كان دائماً يقوم  بعملية لحم الحديد وإلصاق المواد ببعضها. في البداية كان الأمر مجرد هواية، وإقتصر ذلك على إهداء ما كان ينجزه للأقارب والأصدقاء (أهدى بوابة حديدية لبيل كلينتون بمناسبة بلوغه 65 عاماً). ولكن، اليوم يبدو أن كل ذلك قد تحول إلى معرض للفنون الجميلة.     
  
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات