: آخر تحديث
طريقي

لبنانيو لبنان.. كفى جلداً للذات!

2
2
3

عشية وصول بابا الفاتيكان إلى لبنان في زيارة تختزل الكثير من الرمزية السياسية والدينية لمكانة وطن التنوع، تشهد الساحة السياسية في لبنان جدالاً حول خطاب الاستقلال للرئيس جوزف عون.

يبدع اللبناني في أي بقعة من الأرض، ويتنافس في المقابل لبنانيو لبنان على تسجيل انتصارات الوهم فوق جدارية جلد الذات. كم هو مؤلم هذا الشعور؟

تسنى لي فرصة لقاء فخامة الجنرال جوزف عون حين كان على رأس المؤسسة العسكرية، فلامست صلابة في الدفاع عن المبادئ، وبساطة في وضوح الرؤية: نريد وطناً جامعاً.

لم يتصرف جوزف عون على قاعدة "أنا سيد القصر". يمضي بين فخاخ الداخل وألغام الخارج حاملاً راية الإصرار على تحصين المكتسبات الدستورية وحماية لبنان التنوع.

يعاني لبنان من تبعات عقود من مؤسسة فساد عاثت إجراماً في "طبيعة المواطن اللبناني"، ومن البديهي أن يعاني العهد الجديد من ارتداداتها. فالرئيس القادم على صهوة نظافة الكف لا يملك عصاً سحرية للملمة بقايا دولة المؤسسات بين ليلة وضحاها، ونزع سلاح نفوذ "دويلات الطوائف بأعلام" بالتوازي مع نزع السلاح غير الشرعي. كلاهما سلاح مصوّب نحو الوطن.

لم يلقِ الرئيس عون خطاباً عابراً في عيد الاستقلال. كان أقرب إلى خطاب مصارحة بأن هناك مكاناً تحت مظلة الدولة يستوعب المجاميع الشعبية في بوتقة شعب واحد. جلّ ما يحتاجه العهد الجديد للنجاح هو شعب يؤمن بأن الدولة لا الأحزاب هي التي تضمن ديمومة العيش الكريم وتبني الأوطان.

يحتاج العهد الجديد إلى وقفة رجالات الدولة، وهم كثر، يدركون بأن نزع سلاح حزب الله كما السلاح الفلسطيني في المخيمات هو قرار إقليمي يخضع لمنطق النظام العالمي الجديد وتضاريس الشرق الأوسط الجديد.

نعم، يحتاج العهد الجديد إلى دعم رجالات الدولة في لبنان لتهيئة "بيئة الوحدة الوطنية". وحدها وحدة اللبنانيين تعبر بلبنان نحو برّ الأمان.

جسّد جوزف عون شخصية القائد المسؤول بإعلانه التفاوض مع إسرائيل لوقف الاعتداءات وتحرير الأرض "وكي لا نبقى على قارعة الشرق الجديد". قرأ الواقع واستبصر الغد، لكنه لم يلقَ بيئة الدعم السياسي اللازم.

في تقدير أوساط سياسية مطلعة على بواطن الأمور "أن بعض المواقف السياسية وخطابات التهديد والوعيد تصب في خانة البحث عن مكان على طاولة التفاوض".

حذارِ استجداء "السلام بالقطعة" كما حصل ويحصل مع الأشقاء الفلسطينيين. وحدها الدولة الموحّدة تستعيد الحقوق وتضمن كرامة السيادة.

فهل أدركنا أهمية دور رجالات الدولة في دعم العهد وتوفير بيئة وحدة الموقف والمصير؟

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.