: آخر تحديث

الهيبة وتأثيرها

3
3
4

ما الذي يدفع جموع السعوديين لأن يتحرّوا وبشغفٍ لا متناه إطلالات أميرهم صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان، وينجذبون إلى تتبع كافة تفاصيله دون حدود وبتباهٍ منقطع النظير.

كلمة واحدة تردّ على كل تلك الأسئلة المتدفقة: إنها "الهيبة"؛ تلك القوة الغامضة التي لا تُرى ولكنها تُحس وهي تشعل بتأثيرها هرمون "الديبامين" في نفوسنا كسعوديين مع كل إطلالة لولي عهدنا، فتعبّر عمّا قاله عالم الاجتماع ماكس فيبر: "الكاريزما هي هدية استثنائية، تجعل الناس ينصاعون.. لا لأنهم مجبرون بل لأنهم مؤمنون".

هذه "الهدية" تجددت خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأميركية، وما تخللها من احتفالات استثنائية -وخارجة عن البروتوكولات الأمريكية -، لتجعل من تلك الزيارة "ظاهرة" تتجاوز في حدودها ما ألفه الأمريكيون والإعلام الأمريكي خلال زيارات الزعماء إلى بلادهم.

على الضفة الأخرى، عاش السعوديون حالة أخرى من "الزهو" وقد تجلّى أمامنا مستقبل واعد يمسك بزمام أمله "محمد بن سلمان" الذي خطف العقول قبل القلوب، وخلق في نفوسنا إحساس يُجسّد آمالنا، وأيقظ عزيمتنا التي امتلأت فخرًا بالانتماء إلى هذه الأرض، وليؤكد من جديد على أن مكانة القائد لا ترتبط بالسلطة وحدها بل إن الشعب يتبع الشخصية قبل المنصب إذا ما كان الحُب والتقدير والإعجاب هو المُحرّك.

الحديث عن الهيبة لا يعني الحضور القوي فحسب، بل بقدرتها الفائقة على خلق الإحساس الداخلي لدى الناس على أن هذا "الرجل" يمثّلنا، ويعبّر عن آمالنا، وبأنه مرآة لعاطفتنا، فالهيبة الحقيقية التي تملكّها "بن سلمان" تبلور جوهر حقيقة "الهيبة" بأنها احترام نابع من الإقناع، لا من الخوف.

إن الحضور الذهني والجسدي لشخصية الأمير محمد بن سلمان، يثبت في كل مناسبة مع ما يحدثه من "طوفان" في مشاعرنا كأبناء وطنه، على أن "هيبته" ليست مجرد تأثير عابر، ولكنها قوة متجددة قادرة على إبقاء روحنا كسعوديين مشتعلة، كيف لا ونحن نرى بأعيننا أنه يعيد كتابة تاريخنا وصناعة مستقبلنا، والأهم من ذلك قدرته على توليد "حلمنا" الذي يبقي عزيمتنا مستيقظة، ويمدّها بتلك الطاقة التي لا تنضب من الهمة، والأهم من ذلك أننا بتنا نشعر اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأننا بفضل الله أولًا وبفضل قيادتهم ثانيًا في أمان، وبأن أمانينا في أيدٍ أمينة وقوية وواثقة.

يقول المؤرخ الفرنسي ألبير ماله: "الأمم تصنع رجالها، ولكن بعض الرجال يصنعون أممهم".. محمد بن سلمان يصنع أمتنا، فهنيئًا لنا به!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد