: آخر تحديث

امرأةٌ بحجم وطن

2
2
2

سارا القرني

لم تكن مسيرة المرأة السعودية رحلةً عابرة، ولا بابًا فُتح صدفة، بل كانت طريقًا مُمهّدًا بالإصرار، ومرصوفًا بوعيٍ أدرك أن الأوطان لا تنهض بنصف طاقتها. اليوم، تقف المرأة السعودية في واجهة المشهد.. صوتًا وفعلاً وحضورًا، شاهدةً على زمنٍ تغيّر فيه كل شيء.. وأصبحت هي أحد أهم صُنّاعه.

لقد أثبتت المرأة السعودية نفسها في القطاع الحكومي، لا كمشاركة فحسب، بل كصانعة قرار.

تولت مناصب قيادية، دخلت مجالات كانت تُعد يومًا ما بعيدة، وأسهمت في بناء سياساتٍ ونهجٍ جديد يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي آمنت بأن تمكين المرأة ليس خيارًا، بل ضرورة تنموية.

أما في القطاع الأمني، فقد كانت النقلة أشبه بصفحة جديدة تُكتب للمرة الأولى.

ظهرت المرأة بقوة في الأمن العام، الجوازات، الدفاع المدني، مكافحة المخدرات، وأثبتت أن الانضباط ليس حكرًا على أحد، وأن الشجاعة لا تُقاس بالجسد بل بالعقل والروح.

وقفت بثبات في ساحات العمل الأمني، ونجحت في كسب احترام الجميع دون أن تتخلى عن هويتها أو قيمها.

وفي القطاع الثقافي، أصبحت المرأة السعودية صوتًا لا يمكن تجاوزه.

كاتبات، شاعرات، مخرجات، فنانات تشكيليات، باحثات وأكاديميات..

قدّمن إنتاجًا فكريًا وثقافيًا يليق بوطنٍ يفتح أبوابه للمستقبل.

لم تعد الثقافة حقلًا هامشيًا، بل أصبحت منصة تعبّر من خلالها المرأة عن رؤيتها، وتساهم في تشكيل الوعي الجمعي بأسلوب حضاري راقٍ.

لقد أصبحت المرأة السعودية اليوم رمزًا للقوة التي لا تنكسر.

قوة هادئة لا تحتاج إلى صراخ، وقوة ناعمة لا تحتاج إلى تبرير.

قوة تستند إلى العلم، والثقة، والتمكين، والعمل الحقيقي.

إن ما نراه اليوم ليس نهاية الرحلة، بل بدايتها.

فالمرأة السعودية لم تصل إلى هذا المكان لتقف، بل لتواصل الصعود، وتفتح الباب لأجيالٍ قادمة ترى في حضورها مصدرًا للإلهام.

وفي وطنٍ يؤمن بأن الإنسان هو استثماره الأول، لم تعد المرأة مجرد رقمٍ في تقرير أو عنصرًا تكميليًا في مؤسسة، بل أصبحت ركنًا ثابتًا في بناء الدولة الحديثة، وشريكًا أصيلًا في كل قصة نجاح تُكتب على أرض هذا الوطن.

امرأة سعودية..

بحجم وطن، وبقيمة مُستقبل، وبقلبٍ لا يعرف الانكسار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد