: آخر تحديث

الزيارة الأهم في تاريخ أميركا

1
2
2

في الأحداث السياسية الكبيرة لن تكون ردّة الفعل اللحظية دقيقة بالشكل الذي يعطي الحدث قيمته من كل الجوانب، البعض ينتظر قليلاً من الوقت حتى يشكّل رأياً حقيقياً حول تلك الأحداث، فالزيارة الأميرية التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحتمل الانتظار والتأني في شرح تفاصيلها والتنبؤ بنتائجها في المستقبل، هذا الحدث ليس من السهل أن نتجاوزه دون أن يُلقى عليه الضوء في كل دول العالم، كيف لا والدولة المضيفة دولة عظمى والضيف عظيم يقود دولة عظيمة لها تأثيرها السياسي والاقتصادي، وتُعتبر أهم دولة في منطقة الشرق الأوسط بدونها كثير من القضايا ستتوقف وكثير من الإشكاليات قد تحدث، وبالتالي المصالح الأميركية قد تتعطل، وهذا لن يكون جيداً بالنسبة إلى أميركا وكثير من الدول التي تسعى إلى استقرار المنطقة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرك جيداً أن استقرار العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية أمر في غاية الأهمية والمتابع لتعابير وجهه وعباراته في تلك الزيارة يدرك ذلك جيداً، الصورة اليوم والمرتبطة بنوع العلاقة بين البلدين تكاد تكون مختلفة نسبياً عن السابق، وحين تحدث ولي العهد السعودي، وقال نحن لا نخلق فرصاً وهمية لإرضاء أميركا أو إرضاء الرئيس ترامب، إنها فرص حقيقية، وعلى سبيل المثال سألنا عن الذكاء الاصطناعي والشرائح الإلكترونية فالمملكة العربية السعودية لديها طلب ضخم للقوة الحاسوبية، وسننفق على المدى القصير نحو 50 مليار دولار عبر استهلاك شبه الموصلات لحاجاتنا في المملكة.

هذا الحديث مهم، ولن يتحدث به رجل بحجم ولي العهد إلا وهو متيقّن من الجدوى الاقتصادية، لهذا هو شخصية فذّة وله حضور رائع في كل المحافل المرتبطة بالسعودية واستثماراتها، وطالما يعتقد أن المحرّك الحقيقي لفرص الاستثمار في أميركا هي مصلحة المملكة وشعبها، فلن يتردد لحظة في المضي في هذا الأمر، لذلك نحن في المملكة، حين نشعر بهذا الحضور الذهني الذي يعيشه ولي العهد في كل المؤتمرات التي يحضرها ينتابنا إحساس الفخر والعزّة؛ لأن الله سبحانه وتعالى مَنّ على هذه البلاد بقائد عظيم اختصر الزمن والمسافات، واختار أن يعيش مع بلاده وشعبه في سماء الإنجازات والتطلعات، وقلّ ما تجد هذا الحضور عند أي رئيس دولة آخر حضر في البيت الأبيض، وواجه الإعلام بكل توجهاته واعتقاداته بكل شفافية ووضوح، الثقة بالنفس عنوان للصدق والعزيمة والإرادة، لذا نحن في السعودية كدولة وشعب أدركنا حجم العمل والرغبة في الإنجاز من خلال تلك المناقشات والشفافية التي كان عليها ولي العهد. كل من تابع هذه الزيارة بكل تفاصيلها يشعر بحالة الانبهار التي ارتسمت على وجه الرئيس الأميركي من حديث ولي العهد السعودي هذه المسألة مهمة من باب الثقة والدعم والمساهمة في إنجاح كل المشاريع المشتركة، كانت سياسية أو اقتصادية، بالطبع هناك من يزعجه هذا التناغم بين الدولتين، وقد وصف ولي العهد هذا الأمر ولو بإشارة عابرة حين تحدث عن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) والغرض منها، لذلك كان من الطبيعي جداً أن تشكّل هذه النقطة حالة من الارتياح في الشارع الأميركي والسعودي.

سمو الأمير محمد بن سلمان كان رائعاً في تلك الزيارة، وعاد منها بكثير من الفائدة على السعودية على كافة الأصعدة، نحن اليوم محظوظون بولي العهد وسعيدون بكل ما يفعله ويكفي أنه اليوم أحد الرجال الذين سيصنعون المستقبل الجديد لهذا العالم، وسيكتب التاريخ أن شاباً عربياً من جزيرة العرب حقق لدولته سلاماً حقيقياً وإنجازات عظيمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.