: آخر تحديث

غزة وقفزة الثقة

0
1
1

أمينة خيري

في السياسة التي هي وثيقة الصلة بالاقتصاد والأمن، والتي تتشابك معها تفاصيل حياة الناس واحتياجاتهم الأساسية من صحة وسكن وغذاء وتعليم، لا مجال للحب أو الكره، والأمنيات والأحلام، والمغامرات غير المحسوبة، لا سيما حين يتعلق الأمر بحياة آلاف أو ملايين البشر.

الوضع الحالي يتطلب مرونة وشجاعة محسوبة، لا تهوراً لا يليق إلا بالمراهقين. مضى زمن التجارب، وانتهت رفاهية الخلافات الداخلية والاحتقانات الأيديولوجية، ولم يعد أمام الجميع سوى المضي قدماً نحو خطوة تحقن الدماء وتحول دون المزيد من الدمار.

لا يملك أحد الآن رفاهية قياس النيات، أو تقييم الأفعال، أو حتى طرح أسئلة مشروعة حول نوع الحسابات التي جرت قبل القيام بعملية السابع من أكتوبر، والمقاييس التي استندت عليها، والمعايير التي تم توقع النتائج بناء عليها. في يناير عام 2024، أصدرت حركة حماس وثيقة حملت عنوان: هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى؟، بالعربية والإنجليزية.

مرة أخرى، ليس هذا الوقت المناسب لطرح الأسئلة، كما أنه ليس الوقت المناسب لتشتيت الرأي العام العربي عبر رسائل متناقضة من أطراف عدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر محاولة البعض الإمساك بالعصا من المنتصف.

وعلى هامش الوضع الحالي، يجب التذكير بأن الملف الفلسطيني والشعب الفلسطيني ومصير ما تبقى من أراض فلسطينية، هي القضية الأصلية. أخشى أن يكون البعض قد وقع في فخ تضخيم حركة أو جماعة على حساب القضية الأصلية، وأن يكون التركيز قد تحول من تبني قضية فيها ملايين الناس ومصير أجيال إلى تبني مصير حركة أو جماعة، بعيداً عن إصدار الأحكام على الحركة أو الجماعة.

القليل المتاح عما يجول في داخل غزة يشير إلى اشتياق واضح لإنهاء المعاناة، ولكن يكشف أيضاً عن قلق عارم، ولهم كل الحق حول ضمانات المستقبل، ومصير غزة الأرض والشعب، وهنا يأتي دور الداعمين الحقيقيين لإنهاء مأساة القطاع وأهله عبر التفاوض والحكمة والتعقل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد