: آخر تحديث

مراحل مؤقتة وحقائق دائمة

1
1
1

هيفاء صفوق

- كل شيء يمر في هذه الحياة بمراحل متعددة ومتنوعة ومتطورة ومختلفة ولكل مرحلة من المراحل إيجابياتها وسلبياتها ومن يتحلَّى بالمرونة يستطيع أن يترجم تلك السلبيات إلى قوة تسانده وتدعمه والتاريخ يشهد لعظماء اختبرتهم الحياة بتجارب مؤلمة وقاسية استطاعوا أن تتحول حياتهم إلى مصدر قوة لهم أولاً ومن ثم كانوا قدوة للآخرين فحولوا هذه المعاناة إلى قوة وعدم الاستسلام لها وتوسيع دائرة الإيجابيات في حياتهم وهنا قاعدة أساسية نتعلّمها جميعاً توسيع والتركيز على النعم في حياتنا وعدم التماهي مع السلبيات وتضخيمها.

- نجد بعض المراحل لها خاصية التداخل أحياناً مع بعضها فربما تدخل مرحلة مع مرحلة أخرى فتكون قاسية لحد ما وضاغطة لكن الجميل أنه لا شيء يدوم فكل مرحلة لها بدايتها ونهايتها وهذا من رحمة الله علينا.

- الوعي بمراحل الحياة التي يخضع لها الفرد يسهل عملية كيفية التعامل معها وخاصة إذا تم الإدراك بسماتها وخصائصها فإنه يساهم في التعامل معها بمرونة وذكاء مما يعطي المزيد من التوازن والهدوء وأن يكون الفرد فعل لا ردة فعل، أكثر ما يعيق الفرد في هذه المراحل هو الخوف والغضب وردات الفعل السريعة فكأنه يوسع الدوائر السلبية في حياته.

- عندما يوجد الفرد في وسط هذه المراحل يصبح أمامه محيط كبير لا يشاهد حدوده أو تختفي معالم المدن حوله فيتوقع أنه أضاع البوصلة التي توصله إلى شاطئ الأمان، ورغم فوضوية هذه المراحل هناك من يختار الصبر والتأني في كيفية التعامل معها مما يزيد مساحة الوعي في طبيعة كل مرحلة وستنكشف أمامه الرؤية وتظهر معالم المدن حول المحيط واضحة جلية، فهناك معالم مدن مليئة بالعلم والمعرفة، ومعالم مليئة بالحكمة هنا بذات يتعرّف على خصائص هذه المراحل التي تكون علامة في وعيه وتفكيره وسلوكه في الحياة.

- المراحل في حياة الفرد متعددة ومتغيرة لذا هي مؤقتة ولكي يتم النقلة والصعود الطيب والجيد لمرحلة أكثر اتزاناً ووعياً لا بد من معرفة رسالة كل مرحلة، أحياناً تتطلب بعض المراحل الرضا والقبول ما إن يتقبل الفرد هذه المرحلة حتى تفتح أمامه بوابة جديدة يستطيع أن يعيد مرحلة النهوض والسعي مرة أخرى لكنه هذه المرة أكثر وعياً ونضجاً ومعرفة يدرك طبيعة تغيُّرات الحياة فلا ثابت غير الله عزَّ وجلَّ ويصبح الصعب سهلاً لديه والضعف قوة وهذه من القدرات والإمكانيات التي زوَّدها الله للإنسان.

- طبيعة الحياة السهل الصعب في نفس الوقت، سهله إذا عرفت مراحلها ونقصد بالمراحل كمراحل الحدث والموقف نفسه كبداية ونهاية، أو مرحلة العمر والتقدم في السن، أو مرحلة حياة زوجية في وجود الأبناء ثم مرحلة زواج الأبناء واستقلاليتهم في حياة جديدة، أو مرحلة فقد الأحبة بموت، أو مرحلة مؤلمة، أو مرحلة تطور وعي فكري، أو مرحلة صداقة انتهت، أو مرحلة نجاح وبعدها ركود أو حتى العكس مرحلة ركود ثم مرحلة نجاح قوية.

- نجد أن الإدراك لكل مرحلة أن لها بداية ونهاية، قوة وضعفاً يساعد في عدم الركود والاستسلام لسلبياتها الاستفادة الواعية المتزنة في إيجابياتها وخيراتها وقوتها وتوظيفها بما يخدم الفرد نفسه ومن حوله أيضاً، هذا الوعي يوظّف هذه المراحل بما يخدم الفرد ويقيه صدماتها إذا لم تكن جيدة ويجعله قادراً على التعامل معها فيخفف من آثارها ويستطيع أن يقلب الموازين في عملية بناء جديدة لمرحلة أكثر وعياً ونضجاً.. لماذا؟ لأنها سنَّة الحياة متغيِّرة ومتطوِّرة إذا هي مصدر قوة لما عرف كيف يتعامل معها وهذا من فضل الله على الإنسان.

إضاءة:

المراحل في حياة الفرد مؤقتة ومتغيِّرة والحقائق هي دائمة بأنه يستطيع التعامل معها وتحويل مسارها بما ينفعه إذا أراد ذلك.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد